فقد جاء في مقال نشرته حول هذا الشأن مجلة PNAS أن مجموعة من العلماء الامريكيين درست آلية تجدد الاسنان لدى اسماك البُلْطيّ أو السيكليد Cichlidae التي تتكاثر في بحيرة ملاوي في جمهورية ملاوي، فتبين ان هذه الاسماك تفقد بشكل دوري اسنانها وبعد ذلك تنمو لديها اسنان جديدة . وهكذا تنمو لدى السمكة طوال حياتها عدة مئات من الأسنان.
كما اكتشف العلماء أن أسنان هذه الأسماك ومستقبِلات التذوق لديها تنمو من النسيج الطلائي epithelium نفسه. ومن المعروف ان السمكة بخلاف الإنسان ليس لها لسان ولذلك تتمركز مستقبلات الذوق لديها في منطقة الاسنان. وتمكن الباحثون من تحديد القسم من الجينوم المسؤول عن آليات تجديد الأسنان، وتمكنوا من ادارة عملية تطوير الانسجة. ونتيجة لذلك اخذت تنمو اسنان جديدة لدى هذه الاسماك او زاد عدد مستقبلات الذوق عندها.
وقد تم تحقيق ذلك عن طريق تغطيس مضغة (embryo) السمك في بعض المحاليل الكيميائية. وتبين من التجارب على الفئران، وجود جينات لديها مسؤولة عن تطور الاسنان ومستقبلات الذوق.
وفي حال توفر هذا الارتباط كذلك لدى الانسان من الممكن تفعيل وتنشيط نمو الاسنان لديه عن طريق التأثير الصحيح على الجينات ذات العلاقة. ولو تم تحقيق ذلك فعلا فستصبح حياة الناس اكثر سهولة – لأن المعطيات تفيد بان 60 بالمائة من الناس تبدأ تفقد اسنانها بسرعة عند بلوغها الستين عاما.