الحدث- صفد
تحدث وطن القاسم، الابن البكر للشاعر الفلسطيني سميح القاسم، عن وضع صحي حرج مر به والده النزيل منذ 13 يوماً في مستشفى بمدينة صفد في منطقة الجليل بالشمال الإسرائيلي، خضع في معظمها للعلاج من احتدام سرطان الكبد عليه، وهو المرض الذي أصابه قبل 3 سنوات.
وقال وطن إن الشاعر، البالغ عمره 75 سنة، "بدأ يتحسن منذ يوم الثلاثاء واذا استمر بالتحسن في اليومين المقبلين فسيخرج من المستشفى هذا الأسبوع على الأكثر .
وكانت صحة القاسم تدهورت في نهاية الشهر الماضي جراء معاناته من المرض الذي كان يعالجه بالكيماوي، فنقلته عائلته الى "مستشفى صفد" حيث أشرف عليه صديقه الذي رافق وضعه الصحي طوال الأعوام الثلاثة الماضية، وهو البروفسور الفلسطيني جمال زيدان، رئيس قسم السرطان بالمستشفى.
أكثر من 80 كتاباً في الشعر والنثر والمسرح
ووصف وطن حالة أبيه الذي أصدر أكثر من 80 كتاباً، معظمها دواوين شعر ونثر وأعمال مسرحية شهيرة، بأنها مرضية إلى حد كبير وقال " إنه ما زال على روح الفكاهة التي كان عليها دائما، وما زال على إيمانه القوي وعلى شهرته بعدم الخوف "وهو واع، وخرج من غرفة العناية الفائقة الى أخرى عادية، لكنه يتناول أدوية أضافوها إلى علاجه الكيماوي" كما قال.
وذكر أن الشاعر سميح القاسم كان مدخنا كبيرا، يشعل علبتي سجائر يوميا على الأكثر، لكنه خفف من التدخين في الآونة الأخيرة "مع أنه كان يدخن حتى أثناء العلاج، وحتى حين كان في المستشفى، بل كان يخرج من غرفة العلاج أحيانا ليرافق أحد الأطباء ويدخن معه في الخارج" على حد تعبيره عن أبيه المقيم في بلدة "الرامة" القريبة في الجليل الأعلى 25 كيلومترا من عكا.
وقال وطن: "ليس لأنه والدي، لكن سميح القاسم الذي اتصل بي أصدقاؤه ومحبوه من 5 قارات في الأيام الماضية ليطمئنوا عليه، هو حالة شعرية مميزة، فقد أنتج الكثير، وأحد كتبه ألفه منذ عامين أثناء العلاج وسماه "انها مجرد منفضة" وهو مذكراته. كما أصدر ديوانا قبل 5 أشهر بعنوان "كولاج" قصائده جميلة ومميزة" مشيرا الى أن القاسم لم يكن في يوم من الأيام مالكا لصحيفة "كل العرب" في الخط الآخر، بل رئيسا لتحريرها ولمجلس إدارتها، لكنه استقال قبل 11 سنة وظل يكتب فيها مقالات من حين لآخر.
وذكر وطن، المالك في حيفا لشركة إنتاج فيديوهات إعلانية وينشط بحقل تسويق مواقع التواصل الاجتماعي في الإنترنت وعمره 35 سنة، إنه وإخوته الثلاثة وضاح وعمر وياسر (34 و31 و27 سنة) هم دائما في المستشفى الى جانب الشاعر الذي نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أمس بأن وزير الثقافة الفلسطيني السابق، يحيى يخلف، كتب عنه الكثير في موقع "فيسبوك" ووصفه بما يستحق من إيجابيات.
"شاعر فلسطين وتاريخها ومقاومتها وكرامتها وعنفوانها"
كتب الوزير السابق في حسابه بالموقع "إن شاعر فلسطين وتاريخها ومقاومتها وكرامتها وعنفوانها سميح القاسم في وضع حرج بالمستشفى، فهو يعاني من مرض السرطان منذ ثلاث سنوات.. وضعه حرج للغاية. الخبر صدمني، فجيعة أحسست بها يوم رحيل محمود درويش" طبقا لما نقلت عنه الوكالة.
تابع يخلف وقال: "سميح ومحمود درويش كانا من مؤسسي أدب المقاومة، محمود وسميح توأم مسيرة حافلة في النضال والإبداع والحياة. كل قصيدة أيقونة وجزء من أدبيات ثورة، ومظهر من مظاهر سيادة. رغم وضع سميح الخطر والمعلومات التي يمدني بها الأصدقاء من الداخل عن وصول وضعه الصحي الى درجة الصفر، ادعوا أيها الأصدقاء، يا محبي سميح ويا أبناء شعبه، ادعوا معي من أجل شفائه وتخفيف آلامه وسلام روحه".
والمعروف عن القاسم، المولود في 1939 بالرامة، أنه كتب قصائد معروفة وتغنى في كل العالم العربي، منها قصيدته التي غناها مرسيل خليفة ويغنيها كل أطفال فلسطين وتغنى في كل مناسبة قومية، وفيها يقول: "منتصب القامة أمشي.. مرفوع الهامة أمشي.. في كفي قصفة زيتون.. وعلى كتفي نعشي، وأنا أمشي ونا أمشي" لذلك نال جوائز عدة، منها "غاز الشعر" من إسبانيا، وعلى جائزتين من فرنسا، كما وعلى "جائزة البابطين" الشهيرة، وأيضا على جائزة "وسام القدس للثقافة" و"جائزة نجيب محفوظ" من مصر، وعلى "جائزة السلام" و"جائزة الشعر" الفلسطينية.
ودرس القاسم في الرامة والناصرة واعتقل مرات عدة في حياته، وفرضت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلية الإقامة الجبرية لمواقفه الوطنية والقومية وهو شهير بمقاومته للتجنيد الذي فرضته إسرائيل على الطائفة الدرزية التي ينتمي إليها، وهو شهير أيضا بنثرية شعرية ترددها بصوته قنوات عربية وفلسطينية، خصوصا وسط الهجوم على غزة هذه الأيام، وفيها يقول: "تقدموا.. تقدموا براجمات حقدكم وناقلات جندكم، فكل سماء فوقكم جهنم.. وكل أرض تحتكم جهنم".
المصدر: العربية نت