الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث: تراجع ملحوظ في المواجهات شرق القطاع ونشطاء يعزونه لغياب التنظيم

2015-10-25 10:44:28 AM
 متابعة الحدث: تراجع ملحوظ في المواجهات شرق القطاع ونشطاء يعزونه لغياب التنظيم
صورة ارشيفية

الحدث - محمد مصطفى

بدا واضحاً حدوث تراجع ملحوظ في المسيرات والمواجهات التي تقع شرق وشمال قطاع غزة، مقارنة بالأسابيع القليلة الماضية.

فقد باتت المواجهات المذكورة تنحصر في يوم الجمعة من كل أسبوع، وتفتقد تدريجياً الزخم الجماهيري الذي كانت تتمتع فيه خلال بداياتها، ولازالت تنحصر في نقاط معينة شرق وشمال القطاع.

ساحة مختلفة

ويقول الناشط والعضو في جبهة التحرير العربية بسام أبو فارس، إن قطاع غزه له خصوصية تختلف عن بيئة الضفة الثورية، فغزة انقطعت عن العمل الثوري والمجتمعي النضالي سنوات طوال، وجميعنا يعلم السبب، حيث سيطرت جهة واحده على كل شيء.

ونوه إلى أن الشباب تحمسوا واندفعوا من تلقاء أنفسهم ودون تخطيط مسبق، وتوجهوا إلى نقاط التماس بصدور عارية، لمجابهة المحتل، وأشعلوا جبهة غزة الخاملة.

ونوه إلى أن هذا الحراك كان بحاجة إلى من يسانده، ويرعاه كي يستمر، لكن للأسف هناك عوامل كثيرة تسببت في تراجعه، أبرزها سيطرة الحزب الواحد على الأمور في غزة، وخمول التنظيمات والقوى وعدم تفاعلها، وغياب التنظيم الحقيقي للهبة الجماهيرية، واتسامها بالعشوائية.

وبين أبو فارس إلى أن ثمة أسباب أخرى، أهمها الوضع الاقتصادي المتردي، لدرجة عدم امتلاك الشباب والفتية الراغبين في المشاركة في التظاهرات لأجرة المواصلات التي توصلهم لنقاط التماس، خاصة أن المواجهات تجري في أماكن بعيدة، ناهيك عن تراجع الاهتمام بالجرحى وذوي الشهداء، وما يقال عن من يتوجهون للحدود ووصفهم بالمتهورين، كلها عوامل إحباط، تسببت في حدوث هذا التراجع.

سببان رئيسيان

أما الإعلامية والناشطة لبنى أبو لبن، فأكدت أن ثمة سببان رئيسيان وراء تراجع الهبة الجماهيرية في قطاع غزة، الأول أن غزة لا تصلح أن تكون ساحة مواجهة بالحجر والسكين كما الضفة الغربية.

وأوضحت أن القطاع مغلق، ونقاط التماس شبه معدومة، وما يحدث من رشق للحجارة لدبابات ومواقع حصينة هذا هراء، ولا يمكن تسميته مواجهات، فهو إلقاء للنفس للتهلكة، وموت مجاني بدون أي أذى للجنود الإسرائيليين.

وبينت أبو لبن أن غزة تصلح لمواجهة مسلحة، وهي غير مطلوبة حالياً، كون آثار العدوان الأخير لم تنته بعد، والناس منهكين، ولا يحتملون عدوان جديد.

أما عن السبب الثاني لتراجع الهبة، فأوضحت أبو لبن أن الهبة الجماهيرية لم يكن لها قيادة موحدة، ولا فصائل أو قوى توجهها، فالجماهير خرجت بشكل عشوائي، وظلت العشوائية وعدم التنظيم سمة غالبة على هذا العمل، الذي بدأ يتراجع ويتبعثر بعد أسابيع من عدم تبنيه، موضحة أنه في حال بقي الحال على ما هو عليه سيتلاشى هذا العمل في القطاع كلياً.

قلق ومطالبات

أما الشاب علاء حماد، ويداوم على المشاركة في تلك الفعاليات فأعرب عن قلقه وعدم رضاه لحدوث تراجع في أعداد المتظاهرين، واختصارها على مساء يوم الجمعة من كل أسبوع.

وأكد حماد، أن غياب جهة أو تنظيم في تبني الهبة وتحريض الشبان، ساهم في تراجع عدد المشاركين، خاصة وأن مناطق الاحتكاك بعيدة، وتتطلب الانتقال إليها عبر مواصلات.

وأكد حماد أن تواصل هذه الهبة، وتصاعد المواجهات مع الاحتلال، بحاجة إلى حملات تحريض عبر مكبرات الصوت، كما يحدث في الدعوة للمسيرات، وتأمين حافلات مجانية لنقل المتظاهرين من مراكز المدن لنقاط التماس، إضافة إلى تبني التنظيمات والقوى للهبة، وحث أبنائهم ومؤيديهم على المشاركة فيها، لكن ما حدث غير ذلك، فالهبة كانت عشوائية وغير مخططة أو منظمة، لذلك بدأت بالتراجع بعد ثلاث أسابيع على انطلاقها.