الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

توك توك : المشروع المفضل للمتعطلين عن العمل في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية

2015-10-25 11:12:05 AM
  توك توك : المشروع المفضل للمتعطلين عن العمل في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية
صورة ارشيفية

الحدث - محمد مصطفى

"حين تغلق الدنيا أبوابها في وجه أحدهم، ما عليه سوى بيع حلي زوجته، أو اقتراض مبلغ من أحد أقاربه أو معارفه، ومن ثم شراء دراجة نارية ثلاثية العجلات " توك توك"، فهي الطريقة الأمثل والأفضل، للبدء بمشروع يدر على صاحبه دخل".

هذا ما فعله ويفعله آلاف الشبان العاطلين عن العمل في قطاع غزة، الذين استطاعوا تحويل تلك الدرجات التي دخلت القطاع بالآلاف إبان فترة عمل الأنفاق، إلى مشاريع متنقلة، تعينهم على مواجهة أعباء الحياة.

بسطات متنقلة

وبدا لافتا أن أفضل استغلال لتلك الدراجات، تحويلها لبسطات متنقلة لبيع الفواكه والسلع الغذائية، أو حتى شراء الخردة من المواطنين.

الشاب إبراهيم شاكر، أكد أنه منذ فقد عمله في الأنفاق، بعد توقف الأخيرة عن العمل، سارع بشراء دراجة "توك توك"، بمبلغ صغير كان يدخره، وبدأ ببيع الفواكه في مواسمها.

ولفت شاكر وكان يملئ دراجته بقطوف البلح الناضج، أن عمله المذكور، ورغم مشقته، إلا أنه يؤمن دخل لأسرته، ويكفيه شر السؤال، على حد تعبيره، لكنه اشتكى تكرار تعطل الدراجة، وصعوبة إيجاد قطع غيار، خاصة أن الأخيرة كانت تجلب من مصر عبر الأنفاق.

أما المواطن محمود فضل، فأكد أنه صمم دراجته لتصبح قادرة على حمل كمية كبيرة من "كراتين الشبسي"، وبدأ يجول على البقالات والمحال التجارية جنوب قطاع غزة، ويعرض عليهم شراء بضاعته بالجملة.

ونوه إلى أنه اضطر لبيع جزء من حلي زوجته لشراء الدراجة، ويقضي 11 ساعة من العمل يومياً، وهو يتجول في الأحياء والمناطق، لبيع الشبسي الذي يشتريه من تجار الجملة، وفي النهاية يعود إلى منزله وقد حقق بعض الأرباح، التي تمكنه من تلبية احتياجات عائلته.

عربات نقل صغيرة

أما الشاب أشرف أبو داوود، فأكد أنه اكتشف بأن الدراجات المذكورة غير مصممة للسير مسافات طويلة، والعمل طوال النهار، لذلك اختصر العمل عليها في نقل حاجيات المواطنين من مكان لآخر، مقابل أجور مادية متفاوتة.

ونوه إلى أنه يتوجه إلى السوق في كل صباح، ويقف في مكان بجانبه، حيث يبدأ المتسوقون بالخروج وهم مثقلون بأحمالهم، فيقوم وبعد الاتفاق معهم، بوضع كل مشترياتهم على الدراجة، ويوصلهم إلى منازلهم، ويساعدهم في نقل الحاجيات مقابل أجر يتفق عليه مسبقاً.

ولفت إلى أن ثمة زبائن يعرفونه، وهناك بعض النقليات الأخرى يقوم بها، حيث يتصل عليه مواطنون ويطلبون منه نقل غسالة أو ثلاجة، أو عفش بيت، أو ما شابه مقابل أجر، وهو يسارع ويلبي.

وأكد أن دراجات توك توك مشروع جيد، وهي خلقت فرص عمل، ووفرت دخولات له ولمئات العاطلين في قطاع غزة، لكن ارتفاع أسعار الوقود، وشح قطع الغيار، يقفان حجر عثرة أمامهم.

أما المواطن محمود رزق، فأكد أنه يعمل بتجارة الأغنام، وهو بحاجة إلى وسيلة نقل تصلح لوضع رؤوس الماشية التي يرغب بنقلها من والى السوق، وكان قديماً يمتلك عربة كارو يجرها حصان، لكن بطئها وتكلفة إطعام الحصان، دفعته لاستبداله بدراجة "توك توك"، وهي عملية وسريعة، وتوفر عليه الوقت والمال.

وبين رزق أنه وبفضل الدراجة باتت تجارته أفضل، وأصبح قادراً على الوصول لمعظم الأسواق الشعبية في قطاع غزة، ويبيع ويشتري بحرية أكثر.

يذكر أن هذا النوع من الدراجات لم يكن معروفاً في قطاع غزة، لكن فترة الأنفاق والانفتاح على مصر، جعل التجار يجلبون الآلاف منها، وباتت وسيلة نقل ومواصلات هامة في القطاع.