بقلم: د. جمال السلقان
"الفلسطينيون ممثلون بالحاج أمين الحسيني هم من تسبب بالهولوكوست لليهود"، الحديث لنتنياهو!
ويضيف: "لم يكن في نية هتلر قتل اليهود بل كان كل ما يريده هو إخراجهم من ألمانيا"!
كثيرون كذبوا نتنياهو ومن ضمنهم صهاينة عتاة، وإذ ذاك فليس هذا موضوع هذا المقال. لمهم في الأمر أن نتنياهو نبش الملف بمغالطة فاحشة وهذا أمر استوجب ردود أفعال تدين المبالغات وتدين استغلال الموضوع وتوظيفه سياسيا ، وهذا يكشف الزيف في الرواية الصهيونية، قليلون التقطوا الفكرة وبدأوا المراجعة، آمل أن تزداد المراجعات الشاملة في هذا الموضوع بعد أن كان أمرا محرما، اما وقد أثار نتنياهو هذا الموضوع، فلتكن مناسبة لكشف حقائق لطالما تم تغييبها عن الرأي العام وهي تمثل القصة غير المروية للتحالف النازي -الصهيوني:
** اتفاقية هآرفا (أو اتفاقية هعوفراة بالعبرية أو Transfer Agreement أو اتفاقية النقل) بتاريخ 25/8/1933 : والتي عبرت عن التقاء مصلحة كل من الصهيونية (ممثلة بالوكالة اليهودية) والنازية بتشجيع اليهود - بل وإجبارهم - على الهجرة الى فلسطين. ولعل نتنياهو يقر برغبة هتلر في اخراج اليهود من المانيا، وهذه الرغبة هي نفسها الموجودة لديه ولدى الحركة الصهيونية، أرى في هذا اعترافاً بأن تأسيس كيان لليهود في فلسطين جاء خدمة للعقيدة النازية ذاتها وبتحالف معها وليس نتيجة الصدام معها.
واللافت أنه وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء على هتلر ووقوع المانيا تحت احتلالهم عاد الآلاف من اليهود الى ألمانيا برغم التحريض الصهيوني الذي نبذ هؤلاء اليهود واستعمل كل الضغوطات الممكنة عليهم لتهجيرهم لفلسطين، وقد كان رد هؤلاء اليهود الألمان ردا على المطالبات بالرحيل من ألمانيا : «ان هذا الموقف بترك ألمانيا سوف يفهم على انه انتصار كامل لهتلر و تحقيق لاهدافه» كما عبر عن هذا الموقف المؤرخ اليهودي أويغن كوغون، ولا أرى إدانة أكثر وضوحا من هذا للصهيونية في السير على العقيدة النازية القاضية بتهجير اليهود من أوروبا الى فلسطين!
وللتاريخ، فإنه وحسب إتفاقية النقل فإن ألمانيا النازية والوكالة اليهودية كانوا قد أعطوا اليهود امتيازات لا يتمتع بها أحد من الألمان (وقد كانت الأحوال والتشريعات الاقتصادية لا تسمح بإخراج أكثر من مبلغ 1000 مارك خارج ألمانيا بسبب تداعيات انهيار أسواق المال عام 1929) ، بحيث سمحت الاتفاقية لليهودي بإخراج جميع أمواله من ألمانيا بشرط توجهه الى فلسطين! ولضمان ذلك عمد الطرفان لوضع آليات معقدة للتنفيذ:
1- يقوم اليهودي بوضع ما لديه من أموال في حساب بنكي لدى وزارة المالية الألمانية (Bundes Finanzministerium) .
2- تقوم ألمانيا بتصدير ماكينات زراعية ومعدات ثقيلة متطورة لصالح الوكالة اليهودية في فلسطين بقيمة ما يتم ايداعه من أموال.
3- تقوم الوكالة اليهودية برصد نفس المبالغ المودعة في حساب لدى بنك Anglo-Palestine Bank ( وهو ما أصبح بنك ليئومي/اسرائيل فيما بعد) وباسم المهاجر اليهودي الذي لا يوجد مفر أمامه لإستعادة أمواله إلا بالهجرة لفلسطين!!
هل هناك تعاوناً مفضوحاً أكثر من هذا!