سعود السنعوسي

زاجل الحمام

الحدث/ إسلام بحيص

كنت اشعر أن كل من يقابلني هنا كأنما يقابل الكويت، فعلاقتي مع الشعب الفلسطيني علاقة قديمة.. كم ضُربت من مدرسين فلسطيينين أيام الإبتدائية، والكويتي المتفوق جدا يقول:» أنا الأول على الكويتين»، لأنه على العموم غالباً ما يكون المتفوق الأول على الجميع فلسطيني، وكنا نرجع سر هذا التفوق الفلسطيني ونحن صغارا إلى أكل الزعتر!، فأقبلنا على أكله بشراهة حتى امتلئت بطوننا منه، لنكتشف حينما كبرنا أن السر في التفوق ينبع من حب الفلسطينيين للحياة وليس لأكلهم الزعتر!!.

بهذه الكلمات بدأ الاديب الكويتي الشاب سعود السنعوسي الحائز على الجائزة العالمية للرواية العربية”البوكر” لعام 2013 حديثه لجمهوره ومحبيه في متحف محمود درويش الذي استضافه ضمن مشروع “مبدع في حضرة درويش” في ندوة أدبية ادارها الدكتور ايهاب بسيسو، مؤكدا أنه يتمنى أن يكون زاجل الحمام الذي ينقل الرسالة من الفلسطيني إلى الكويتي وبالعكس.

ويذكر أن متحف محمود درويش اطلق العام الماضي مشروعه الذي يحمل اسم” مبدع في حضرة درويش” والذي يستضيف من خلاله نخبه من الأدباء والمثقفين والكتاب الفلسطينيين والعرب مرة كل شهر، ليلتقون والجمهور الفلسطيني لعرض تجاربهم الأدبية والفكرية، ويهدف إلى اعطاء فرصة للشعب الفلسطيني للإطلاع على التجربة العربية عن قرب، في سياق ربط الأدباء والمثقفين العرب بفلسطين وشعبها.

وافتتح الندورة د. ايهاب بسيسو بالترحيب بالروائي الشاب سعود السنعوسي، مشيراً إلى أهمية زيارته الأولى والتي وصفها بالجريئة لفلسطين مرورا بكل المشاعر والتقلبات ، والأحداث السياسية،  ليقدم هذه الأمسية رغم كل المخاوف التي انتابته منذ تلقيه الدعوة، والتي اعتبرها انجازا على المستويين الفردي والإنساني ، متجاوزا كل العقبات التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي، ليصل متوجا بالمحبة من جمهوره ومعجبيه ، ليرى أن روايته” ساق البامبو” قد سبقته الى فلسطين.

وفيما يخص رائعته” ساق البامبو” يروي الأديب السنعوسي، قصة الشاب الفلبيني الكويتي، والذي يسمونه في الفلبيين العربي، وفي الكويت الفلبيني، وتتمتع روايته الشهيرة بلغة سهلة بسيطة خالية من التعقيد والفلسفة ، تجذب القارئ بإثارتها للمشاعر، وفيها يسلط السنعوسي الضوء العمالة الأجنبية في دول الخليج، وعلى العديد من الظواهر في الفلبين، مثل الفقر وبساطة العيش ، وأطفال الفلبينيات الذين ينتمون الى اباء كويتيين وعرب.

وسعود السنعوسي هو روائي كويتي من مواليد 1981، فاز عام 2013 بالجائزة العالمية للرواية العربية عن روايته ساق البامبو. وقد اختيرت من بين 133 رواية مقدمة لنيل الجائزة. ويكتب في جريدة القبس الكويتية، وقد سبق أن نشر رواية “سجين المرايا” التي فازت بجائزة ليلى العثمان لإبداع الشباب في القصة والرواية في دورتها الرابعة.