الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تراجع دائم لمنسوب مياه البحر الميت

2015-10-26 05:50:03 AM
تراجع دائم لمنسوب مياه البحر الميت
صورة ارشيفية

 

#الحدث- القدس 

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، تقريراً حول منسوب مياه البحر الميت مشيرة إلى أنه في تراجع دائم ومستمر. 

وقالت الصحيفة إنه رغم دخوله إلى قائمة المواقع المتنافسة ضمن قائمة عجائب الدنيا السبعة عام 2011، إلا أن حال البحر الميت الذي يفصل بين إسرائيل والأردن اليوم يبدو كئيبا بعد أن تراجعت نسبه المياه فيه وتقلصت الحياة من حوله. وبات الموقع المشهور عالميا يعاني من الكثير من المشاكل خاصة في ظل تراجع أعداد الزائرين من السياح وتقلص النشاط التجاري في المنطقة التي تحيط فيه.

وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال السنوات الأربعة ظهرت تجويفات كبيرة على طول الشاطئ الشمالي وبالقرب من عين جدي. وتراجع البحر وانخفض منسوب المياه بأكثر من متر واحد كل عام، أغلق أحد الشواطئ فيما تحولت الحياة على جانب بعض الشواطئ مستحيلة. أما في المناطق الجنوبية من البحر الميت فيبدو الوضع مختلف للغاية وتهدد المياه بغمر الفنادق القريبة من الشاطئ. أما السياحة على طول البحر الميت فتقف أمام تحد كبير، وهناك من سيقول إن السياحة قد انهارت وغرقت في البحر.

وذكرت الصحيفة أن شاطئ منيرال الذي يبتعد مسافة 13 كيلومترا عن عين جدي كان مكانا مميزا ومحبوبا على كل الزائرين والسياح الذين وصلوا إلى المكان. وكان النزول من الشاطئ إلى البحر مريحا بوجود بركة من المياه المعدنية التي تصل حرارتها إلى 39 درجة. إلا أن الشاطئ المذكور قد أغلق قبل ستة أشهر وذلك بسبب التجويفات الكبيرة التي ظهرت بالقرب من المكان، وعلى ما يبدو فإنه سيكون من الصعب إعادة فتح الشاطئ مرة أخرى.

وقال أرنون بيران، من مؤسسي كيبوتس متسبيه شاليم: "نحن نتراجع إلى الخلف وقطاع السياحة يبدو بلا مستقبل. وكل الاستثمارات التي قمنا بها راحت أدراج الرياح. هذا الوضع يهدد المجتمع المحلي كله". وأضاف قائلا: "التجويفات التي ظهرت في مواقع قريبة من الشواطئ هي كوارث طبيعية لا يمكن السيطرة عليها وهي جاءت بسبب التدخل البشري في المكان بعد أن توقفنا عن ضخ المياه في نهر الأردن. جففنا البحر الميت والآن الجميع يعرب عن استغرابه من ظهور التجويفات".

ويتهم بيران الحكومة بما يجري في البحر الميت وقال: الحكومة تنظر إلى البحر الميت ككنز شخصي لها ولأصحاب مصانع الأملاح وليس كنزًا عالميا.

ويقول دافيد غرينباوم، مدير الموقع الطبيعي في عين جدي من قبل سلطة الطبيعة والحدائق فإن شارع 90 القريب من المكان قد أغلق خلال السنة الماضية عدة مرات بسبب البالوعات ومن ثم تم تغيير مسار الشارع، فيما يتناقص عدد الزوار في المكان بشكل متزايد، "في السنة الماضية وصل إلى منطقة عين جدي المطلة على البحر الميت 520 ألف زائر، أما هذا العام فمن المتوقع أن ينخفض العدد إلى 450 ألف زائر".

ويحاول غرينباوم أن يحد من مخاوفه ويقول: "خلال الـ 15 سنة الأخيرة تعودنا على ظهور التجويفات. نحن نعرف مواقعها جيدا". ويتوقع غرينباوم ظهور نوع جديد من السياحة وهو "سياحة التجويفات" وبحسب أقواله فإن هذه الظاهرة الطبيعية تجذب الكثير من المهتمين، وفقط عندما يتم بناء مسارات خاصة لمشاهدة البالوعات عن قرب فإن السياحة سوف تزدهر مجددا في المكان.

وتراجع عدد السياح في المواقع السياحية القريبة من البحر الميت وخاصة في الفنادق التي كانت تجتذب الكثير من السياح. وبحسب المعطيات يتبين أن السياحة في البحر الميت تراجعت بسبب الأزمة الاقتصادية في روسيا والتي أدت إلى انخفاض عدد السياح الروس الذين وصلوا بكميات كبيرة سنويا إلى المكان، وتراجع شعبية إسرائيل في العالم بسبب ما تمر فيه منطقة الشرق الأوسط وعدم استثمار إسرائيل في البنى التحتية وخاصة في مجال التدريب والتشغيل بمجال السياحة.