الحدث- القدس
كتب المحلل العسكري لصحيفة يدعوت أحرونوت تحليلا ً لخص فيه التوقعات من التفاهمات الأردنية- الإسرائيلية، في عبارة أنها تفاهمات غامضة وأن الرئيس عباس ليس جزءا منها.
وإلى نص التحليل:
التفاهمات التي تم التوصل إليها بين وزير الخارجية الامريكية جون كيري، رئيس الوزراء نتنياهو والملك عبد الله في الأردن يمكن أن يسهم حتما في تغيير الجو العام، ولكن سيتبين التأثير الفعلي على موجة الإرهاب فقط في وقت لاحق هذا الاسبوع.
والاتفاقات المبرمة بين الأردن وإسرائيل، التي قدمت من قبل وزير الخارجية الامريكية جون كيري يوم السبت، لا يؤدي إلى تهدئة فورية في ظل موجة الإرهاب.
موجة الطعن، هجمات مركبات السير، وزجاجات المولوتوف تتغذى من خلال الهلع والخوف الذي يساهم في تعطيل الحياة في إسرائيل ويستخدم كحافز للشباب الفلسطينيين الواقعين تحت تأثير التحريض على الشبكات الاجتماعية. كما يتم تغذيتها عن طريق سرد "الإعدام" الإسرائيلي المزعوم لمنفذي عمليات الطعن، التي أصبحت متجذرة في أوساط الجمهور الفلسطيني، والتحريض الوحشي من قبل حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيين.
تأثير دعوات المسلمين الكاذبة المسلمين لصرخات "الأقصى في خطر" قد انخفض بشكل كبير في الشارع الفلسطيني، لذلك فإن اتفاق كيري مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الملك عبد الله والرئيس الفلسطيني محمود عباس في الاردن سوف لا يؤدي إلى تغيير فوري، ولكن يمكن أن يسهم بالتأكيد إلى تغيير في الجو العام.
تصريحات كيري من المفترض أن توضع في منظور: لم يتم عرض التفاهمات من خلال اتفاق مكتوب، ولكن بوصفها تصريحات التي أدلاها كيري كوسيط. وهذا يعني أنها ملزمة أقل دبلوماسيا ومن حيث القانون الدولي، والأهم من ذلك، يمكن لكل جانب أن يفسرها بشكل مختلف.
لهذا السبب، صيغت تصريحات كيري بعبارات غامضة بدلا من مصطلحات قانونية محددة. كما تجدر الإشارة إلى أن كيري قدم التفاهمات كاتفاق جرى بين الملك عبد الله ونتنياهو. عباس ليس جزءا من هذه الاتفاقات.
من الذي استفاد من التفاهمات؟ كيري، الذي يمكن أن يعود الى بلادها مع إنجاز دبلوماسي ودليل على أن الولايات المتحدة لا تزال مؤثرة في الشرق الأوسط. ملك الأردن، الذي هو المدافع الحقيقي عن الاقصى في الساحة العربية والإسلامية، الذي يكسب نقطة لصالحه في واشنطن، ونتنياهو. الاقتراح الأردني هو تنصيب كاميرات مراقبة على جبل الهيكل (المسجد الأقصى – المحرر)، بالتعاون مع الأردن، سيساعد بلا شك إسرائيل في دحض الرواية الكاذبة التي تقول "الأقصى في خطر".
تفاهمات كيري أيضا تسقط الاقتراح الفرنسي لوضع مراقبين دوليين على جبل الهيكل من جدول الأعمال، وهذا هو إنجاز آخر لنتنياهو الذي يمكن أن يسجلها له كإنجاز.
نتنياهو يعرف، مع ذلك، أن جزء من التفاهمات تضعه مواجها للتيار اليميني الديني المتطرف لحكومته: الالتزام العام بأن غير المسلمين، وبعبارة أخرى اليهود لن يسمح لهم، بالصلاة في الحرم القدسي.
توجد هناك بالفعل محاولات من قبل الإرهابيين اليهود لاستهداف مساجد المسلمين على جبل الهيكل (المسجد الأقصى – المحرر) من أجل تدميره وإعادة بناء المعبد اليهودي مكانه. كما ويوجد هناك أيضا السياسيين الإسرائيليين، مثل الوزير اوري ارييل، على سبيل المثال، الذين صلوا هناك من أجل استفزاز المسلمين.
في الختام، هذا اتفاق جيد لإسرائيل، ولكن من السابق لأوانه القول ما إذا كان سيتم سحق "الانتفاضة الفيسبوكية". الموجة الحالية من الإرهاب لديها زخمها الخاص، ولكن إذا لم يقع أي حادث عنيف لا سيما في الأيام المقبلة، فإنه من الأسلم أن نفترض أن موجة الإرهاب ستهدأ.