#الحدث- محمد مصطفى
فوجئ سكان محافظات جنوب قطاع غزة، بأمطار غزيرة وغير متوقعة تهطل على خلال ساعات نهار أمس، متسببة في غرق الشوارع.
ورغم الأضرار المحدودة التي تسببت بها الأمطار على محافظتي خان يونس ورفح، إلا أن تلك الكميات كانت بمثابة بشارة خير للمزارعين، وأحيت الأمل لديهم بموسم زراعي شتوي جيد، قد يفوق سابقاته في الأعوام الماضية.
أمل وعمل
المزارع محمود حماد، ويمتلك أرضاً شرق محافظة خان يونس، أكد أنه شعر بسعادة كبيرة حين هطلت الأمطار، وبدأ يستعد لحرث أرضه المهجورة منذ أشهر، تمهيداً لزراعتها بمحصول الشعير، الذي يعتمد في ريه على مياه الأمطار.
وأوضح حماد أنه سيجلب كميات من السماد البلدي، وينثرها في أرضه، ون ثم يقوم بحرثها، بانتظار هطول آخر للأمطار، ومن ثم سيقوم بنثر حبوب الشعير، كي تنبت بسهولة، موضحاً أن الأمطار الأخيرة تساعد في تهيئة الأرض وتجهيزها للزراعة.
وأوضح أن الأمطار المبكرة تبشر بموسم زراعي متميز، وتزيد من آمال المزارعين بشتاء ماطر، وهذا ما يتمناه هو وغيره.
وأعرب حماد عن أمنياته بأن يتواصل هطول الأمطار، ليجني محصول وفير، موضحاً أن سنين الجفاف التي عاشتها المحافظة أضرت بالمزارعين من أمثاله.
أما المزارع أحمد يونس، فأكد أنه يتابع توقعات الطقس منذ مدة، وأسعدته التوقعات التي تحدثت عن احتمال هطول أمطار غزيرة خلال الشتاء القادم، مبيناً أن باكورة الفصل الماطر تبشر بخير.
ونوه يونس، وكان يستقل عربة كارو صغيرة معبئة عن آخرها بالسماد البلدي، متجها إلى أرضه، إلى أنه قام بشراء السماد من إحدى مزارع الدواجن، استعداداً لتجهيز أرضه التي ينوي هذا العام زراعة نصفها بمحصول البطاطا، والنصف الآخر بالبازيلاء.
ولفت يونس إلى أنه ورغم اعتماد محصول البطاطا على الري بالتنقيط في معظم الفترات، إلا أن هطول الأمطار بانتظام له فوائد كبيرة، فمن ناحية يقلل من كلفة الري، ويساعد في القضاء على الآفات الزراعية الضارة، كما تمنح الأمطار فرصة نمو متميزة للمحصول، ما يعطي إنتاج وفير.
أمطار جيدة
وتشاهد عشرات الدونمات المزروعة بمحصولي البصل والثوم، خاصة في المناطق المحررة غرب محافظتي خان يونس ورفح، وفي الأراضي الزراعية الممتدة ما بين المحافظتين، فيما تتواصل التجهيزات للبدء بزراعة البطاطا والبازيلاء.
وأكد المزارع عبد الله زيدان، أن الأمطار في شهري تشرين أول وثاني مفيدة جداً للمحصولين المذكورين، الذين تم زراعتهما قبل شهر تقريباً، وهما يواصلان النمو حالياً.
وأوضح زيدان، أن محصول البصل يزداد ترعرعاً مع الأمطار، وتتعافى السيقان، في حين يحصل نبات الثوم على فرص إنبات جيدة، ويتخلص من بعض الآفات التي قد تصيبه نتيجة انحباس الأمطار.
وبين أنه وفي حال هطلت الأمطار بشكل منتظم وجيد، فمن المتوقع أن يعطي محصول البصل والثوم والبطاطا والبازيلاء وغيرها من المحاصيل إنتاج وفير، وهذا سيمنح المزارعين ربح أعلى، ويسهم في توفرها في الأسواق بأسعار معقولة.
يذكر أن المحاصيل الشتوية التي تزرع جنوب قطاع غزة تنقسم إلى نوعين، الأول يتم ريه بواسطة شبكات ري في الفترات التي يتوقف خلالها هطول الأمطار، أو عند بداية الزراعة، وفي حال توقف الري ولم تهطل الأمطار تذبل النباتات وتموت، ومثال على ذلك البطاطا والبازيلاء والكرنب والقرنبيط والفول الأخضر، بينما يعتمد النوع الآخر من النباتات مثل الشعير والقمح على الري الكامل بواسطة مياه الأمطار، وهو الأقل تكلفة، لكن كمية الإنتاج غالباً ما تكون مرهونة بكميات تساقط الأمطار.