#الحدث- محمد مصطفى
فاجأت الأمطار الغزيرة التي هطلت على قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية، سكان المخيمات والأحياء الفقيرة، ممن يقطنون في منازل متواضعة مسقوفة بألواح الاسبستون أو الصفيح، بحيث داهمت مياه الأمطار المئات من المنازل، وأغرقت بعضها، متسببة بمعاناة كبيرة لسكانها.
واستغاث المواطنون المتضررون بالنايلون ومواد بدائية رخيصة أخرى، في محاولة لتجنب المياه، ووقف نفاذها إلى داخل منازلهم، وحماية أفراد عائلاتهم.
النايلون حل مؤقت
ويقول المواطن محمد أبو شوقي، من سكان شرق مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، إنه ورغم الاستعدادات والإصلاحات المسبقة التي كان نفذها في منزله خلال الصيف الأخير، لعبور شتاء آمن، خالي من البرد وتسرب الأمطار، إلا أن سطح منزله المسقوف بألواح الاسبستون، رسب عند أول اختبار، وتسربت المياه بكثرة من بين الألواح، ونفذت إلى داخل المنزل.
وأكد أبو شوقي أنه كان أمام خيارين، إما استبدال معظم ألواح الاسبستون والصفيح، وشراء أخرى جديدة، وإعادة وضعها بشكل سليم، وهذا أمر مكلف وغير مضمون، أو الاستعانة بالنايلون كما يفعل كل عام، بحيث يقوم بفرد عشرات الأمتار من الرقائق الشفافة فوق سطح المنزل، مشكلاً مادة عازلة تمنع نفاذ المياه.
ولفت أبو شوقي إلى أن النايلون حل مؤقت، فهو مضطر لإزالته مطلع الصيف، نظرا لتسببه في رفع حرارة المنزل، وفي حال تركه فإنه سيتآكل ويتمزق.
وبين أنه كان يعمل تحت المطر، وقد استعان ببعض أقاربه، ويأمل بأن لا تأتي رياح وتمزقه كمان حدث في العام الماضي.
شتاء قاسي
أما المواطن شريف الجمل، فأكد أن استيقظ في جنح الظلام وقد أغرقت كميات كبيرة من مياه الأمطار التي تسربت من الأسطح الفراش والأغطية، ما دفعه وأبنائه للتجمع في غرفة واحدة في المنزل، كان سطحها الأقل من حيث تسريب المياه.
ولفت إلى انه اشترى كمية من النايلون، وألواح صفيح، وبدأ بوضعها على سطح منزله صبيحة اليوم التالي، فهي الطريقة الأفضل والأقل تكلفة لحماية عائلته من أمطار الشتاء، خاصة وأننا على أبواب فصل شتاء يبدو من بدايته أنه فصل شديد الأمطار.
وأكد الجمل أنه احتفظ في منزله بكمية من النايلون، لاستخدامها وقت الطوارئ، في حال حدث تسرب من إحدى شقوق السطح، أو مزقت قوة الرياح النايلون الموجود، متمنيا أن يمر هذا الشتاء دون خسائر أو معاناة.
استعدادات كبيرة
أما المواطن علي عابد، فأكد أن استعدادات الشتاء تتعدى النايلون وألواح الصفيح، فالسقف كله بحاجة إلى صيانة وإعادة تثبيت، خاصة وأن قوة الرياح قد سبقت واقتلعت ألواح الاسبستون.
ونوه إلى أن كل المواطنين المسقوف منازلهم بألواح الاسبستون يعانون بسبب الحروب الثلاثة، وآثار الغارات، خاصة وأن معظمهم لم يتمكن من استبدال الألواح التالفة، وفي كل شتاء يعانون الأمرين، ويلجئون لحلول مؤقتة.
ولفت عابد إلى أن فصل الشتاء بات يشكل فترة للمعاناة بالنسبة لسكان المخيمات، ممن باتت بيوتهم لا تصلح لحمايتهم من البرد والأمطار، والحصار وقلة فرص العمل، تقف حائلا أمام تنفيذ إصلاحات جذرية لحل مشاكلهم.
وكان تأخر صرف وكالة الغوث للتعويضات التي قررت لسكان المنازل المتضررة من العدوان الأخير، تسبب في تفاقم معاناة المواطنين، بحيث لازالت عشرات الآلاف من الأسر تنتظر صرف التعويضات المذكورة، لإكمال إصلاح منازلها المتضررة.