#الحدث-رام الله
توفي مساء أمس فنان الكاريكاتير والفنان التشكيلي الفلسطيني بهاء الدين البخاري عن عمر يناهز 71 عاما.
البخاري الذي يعتبر احد ايرز اعمدة الفن التشكيلي والكاريكاتيري الفلسطيني بدأ انطلاقته في الكويت، حيث كان من ابرز الشخصيات التي استخدمها في رسوماته، ابو عرب، وابو العبد.
عن ولادة أولى الشخصيات الكاريكاتيرية لديه تحدث بهاء الدين البخاري في حديث سابق للقبس الكويتيه قائلاً: “كنت أتناول شخصية الرئيس المصري الراحل أنور السادات، فأحداث أكتوبر ومن ثم السير باتجاه كامب ديفيد جعلت السادات كاريكاتيري اليومي، مما أثار حفيظة المسؤولين المصريين، وتعرضت لانتقادات وشكاوى من السفارة المصرية في الكويت آنذاك، إلى درجة أنه طلب من السلطات الكويتية ترحيلي، لكن زيارة السادات إلى اسرائيل حالت دون ذلك وتوقفت التهديدات ضدي”.
وطور البخاري من شخصية السادات الكاريكاتيرية لكن بقيت تشبه السادات، وشيئاً فشيئاً وصل اختزاله للشخصية بإضافة الشنب والأنف الكبير والحطة والعقال إلى أن استقلت الشخصية ولم يعد لها صلة بالسادات، وأطلق عليها اسم “أبوعرب”.
وأوضح: “اصبحت تلك الشخصية ترمز إلى الأنظمة العربية، وبالنظر إلى الواقع نكتشف أن هناك أكثر من سادات في الأمة العربية وأكثر من أبو عرب واحد. صرت من باب الطرافة أجعل أبو عرب يمثل أقصى اليمين أو أقصى اليسار، لكن الشكل يبقى واحداً، مع اختلاف التفاصيل مثل تغيير لون ربطة العنق من الأحمر إلى الأخضر، وهكذا أخذت الشخصية شكلاً طريفاً رغم جدية المواضيع المطروحة”.
وعن شخصية أبو العبد التي تعيش معه إلى اليوم روى البخاري للقبس قائلاً:”هي شخصية حقيقية كان وراءها صديق يدعى زهير شبل، كان يعمل في شركة الملاحة الكويتية وصحفي يكتب في صحيفة الكويت تايمز وكان يوقع تحت اسم تيرما فيرما فقد كان يحب الرمزيات. من حيث شكله فهو لا يشبه الكاريكاتير، لكن من حيث الروح فقد كان انساناً جميلا بعاطفته واندفاعه الوطني، حتى أنني حين أقابله أشعر بأنني في حضرة فلسطين بمعنى الكلمة، هو على قدر عال من التهذيب والثقافة والحضور والمعاصرة، وفي الوقت نفسه هو فلاح ابن فلاح في لهجته وتصرفاته، هذا التناقض في الشخصية هو الذي صنع شخصية أبو العبد الكاريكاتيرية”.
ومع مرور الوقت تطورت الشخصية خاصة حين عاد إلى أرض الوطن في التسعينات، وتبلورت الشخصية أكثر فالقضية الفلسطينية صارت حاضرة أكثر في كاريكاتيره اليومي لكونه يعيش بين شعبه، لكنه أكد أنها من ناحية المضمون بقيت كما هي فالمواطن العادي يعبر عن الشعب الفلسطيني، وصارت هناك زوجته أم العبد، التي تمثل بكل المعاني الجميلة الأنثى والمرأة وهي الوطن وهي الأم، ومع الأيام ولدت شخصيات أبنائه عبود وليلى اللذين يرمزان إلى فلسطين المستقبل في رأيه.
البخاري يلتقط فكرة الكاريكاتير من المجتمع القريب وصولاً إلى المجتمع الدولي من خلال متابعته اليومية للأحداث بعيون الصحافة والشارع الفلسطيني، ويبدأ عمله بعد منتصف الليل ومرسمه هو جزء من بيته.. أما أحلامه فهي أن يجسد شخصية كاريكاتورية تعبر عن الطفل الفلسطيني الذي يرى أنه أكثر من ظلم، وهو يمثل في رأيه فلسطين المستقبل.
يذكر أن المرحوم بهاء من مواليد مدينة القدس عام 1944، عمل في الصحافة الكويتية كرسام للكاريكاتير ما بين أعوام 1964 -1988، وصحيفة القدس الفلسطينية ما بين 1994 – 1999، وجريدة الأيام الفلسطينية منذ عام 1999حتى وفاته.