الجمعة  15 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

غزاوي يروي مشاهد "إعدام" جيش الاحتلال الإسرائيلي لفلسطينيين في خزاعة

2014-08-17 09:51:02 AM
غزاوي يروي مشاهد
صورة ارشيفية
 
الحدث- نور أبو عيشة/ياسر أمين
رغم مرور قرابة ثلاثة أسابيع على الاعتداءات الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الحدودية الواقعة جنوبي قطاع غزة، إلا أن مشاهد "إعدام" الجيش لمدنيين فلسطينيين في بلدة خزاعة، لا تزال قابعة في ذاكرة الغزاوي رامي قديح. 
وقضى قديح ساعات طويلة في منزله، في بلدة "خزاعة"، شرق مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، استطاعت ذاكرته من خلالها أن توثّق عدة "جرائم" ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي عقب اجتياحه للبلدة، ووصفها بـ"جرائم حرب"، كما أثبتت مراكز حقوقية صدق روايته.
وفي 24 يوليو/ تموز الماضي، ارتكبت إسرائيل "مجزرة" في بلدة خزاعة ، راح ضحيتها العشرات من الفلسطينيين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وكشف انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من البلدة عن مشاهد مروعة، حيث وجدت عشرات الجثث ملقاة في الشوارع، بينما تحللت جثث أخرى تحت أنقاض المنازل التي هدمها الجيش فوق رؤوس أصحابها، بحسب مراسل الأناضول.
وقال قديح، 27 عاماً، لوكالة "الأناضول"، إنه شاهد بأم عينيه جيش الاحتلال الإسرائيلي يصوّب بنادقه تجاه النازحين من بلدة خزاعة نحو الخارج، فيوقفهم لدقائق، ومن ثم يطلب منهم المرور، لكنّه يباغت أول اثنين من كل مجموعة، ويطلق عليهما النيران، ويرديهما قتيلين.
وتابع: "الكثير من العائلات التي خرجت من بلدة خزاعة، كمجموعات، تعرضت لهذا الإجرام الإسرائيلي، وتم إعدام أفراد من عائلاتها، من مسافة الـ(صفر)، أمام أعينهم".
وفي حادث آخر، ذكر قديح أن "الجيش الإسرائيلي أخرج مجموعة من المواطنين مكوّنة من 6 أفراد من منزلهم، مكبّلي الأيدي والأرجل، ومن ثم أطلقوا عليهم نيران بندقياتهم من مسافة الصفر".
وأضاف: "كل من كان في تلك المجموعة أردته إسرائيل قتيلاً، ولم ينج منهم أحد، كي يروي تفاصيل حادثة الإعدام هذه، فلا تفاصيل جديدة يمكن أن تضاف لهذه الجريمة".
واستمعت "الأناضول"، لشهادة أخرى، من الشاب رمضان قديح، الذي كان شاهدا على ارتكاب إسرائيل لجرائم الإعدام في بلدة "خزاعة"، لكنه في هذه المرّة، يروي قصة إعدام جيش الاحتلال الإسرائيلي لـ"والده".
ولا يزال دم محمد قديح، والد رمضان، يتراءى له كلّما أغمض عينيه، حسب قوله.
ويضيف: "مع ارتفاع وتيرة القصف الإسرائيلي البري والجوي لمنطقة خزاعة، اختبأ كل من كان في البيت، (25) شخصاً، في غرفة مخصصة للتخزين، أسفل المنزل".
وبعد ساعات من المكوث داخل غرفة "التخزين"، بالتزامن مع استمرار القصف المدفعي في المنطقة، سمع رمضان ووالده، صوت حركة داخل المنزل، عندها تأكدوا أن الجيش الإسرائيلي تسلل نحو الداخل، كما قال لـ"الأناضول".
وتابع: "عندها قرر والدي أن يخرج للجنود الإسرائيليين، خشية أن يهدموا المنزل عليهم، وهم في الداخل"، ولم يكن هناك خيار آخر في ذلك الوقت.
حمل والد "رمضان" قطعة "بيضاء" من القماش، وخرج من باب غرفة "التخزين"، وما أن صعد درجات السلم، حتّى باغته صوت يطلب منه أن يقف مكانه، ليتبعه كلمات باللغة العبريّة لم يفهم ماذا تعني.
"بعد ذلك، صوّب جندي إسرائيلي بندقيته تجاه الوالد، وأطلق رصاصة من مسافة الـ(صفر) نحو صدره"، ليضيف رمضان "وسقط والدي مضرجا في دمائه، وتوفي نتيجة تلك الإصابة".
وفي السياق ذاته، قال جبر وشاح، نائب مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ، إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جرائم إعدام عديدة في منطقة خزاعة الحدودية".
وأضاف لوكالة "الأناضول" أن "الكثير من الحوادث التي تتبّعها المركز تثبت فعلياً أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل الفلسطينيين من خلال إطلاق النيران من مسافة قريبة جداً".
وذكر أن "المواطنين في بلدة خزاعة أفادوا للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بقصص ارتكبت إسرائيل فيها جرائم الإعدام"، متابعاً: "الصور التي انتشرت لمجموعة من المقاومين المقتولين فوق بعضهم داخل غرفة صغيرة تثبت أن إسرائيل أعدمتهم من مسافة الـ(صفر)".
وأضاف: "الدماء التي انتشرت على الحيطان نتيجة عملية القتل، والجروح التي تواجدت على أجساد المقاومين، بالإضافة إلى وجود سكينة في مكان الحادثة، تؤكد أن الجنود الإسرائيلين قتلوهم من مسافة قريبة جداً".
وبيّن أن "المركز وثّق، حسب إفادات أهالي خزاعة، أن الجيش الإسرائيلي طلب من أهالي البلدة الخروج منها، وأثناء خروجهم تم إطلاق النار عليهم من قبل القناصة الموجودة على المدفعية الإسرائيلية، بشكلٍ عشوائي".
المصدر: وكالة الأناضول