الحدث - محمد مصطفى
وقعت سلسلة من الانهيارات الترابية المفاجئة، في مناطق متفرقة تقع بالقرب من الحدود المصرية الفلسطينية جنوب مدينة رفح، ولحقت أضرار فادحة في مرافق البنية التحتية، وباتت عشرات المنازل مهددة بالانهيار.
ووقعت الأضرار المذكورة خلال ساعات مساء وليلة أمس، بعد ثلاثة أيام من عمليات الضخ المتواصلة، لكميات كبيرة من مياه البحر المالحة، والتي تقوم بها السلطات المصرية على طول حدودها مع قطاع غزة، بهدف إغراق الأنفاق.
انهيارات مقلقلة
وقال م. أسامة أبو نقيرة، رئيس لجنة الطوارئ في بلدية رفح، إن انهيارات كبيرة وقعت في محورين قرب بوابة صلاح الدين، وتسببت في حدوث انجرافات في التربة، وتضرر بنية تحتية.
وأكد أبو نقيرة في حوار خاص لـ"الحدث"، أن الانهيارات المذكورة كانت متوقعة، وهي نتيجة طبيعية لاستمرار عمليات ضخ المياه، مبيناً أنه وفي حال استمرت مضخات المياه بالعمل، فإن الانهيارات ستمتد في اتجاه الشمال، والأضرار ستزيد، وقد تصل للمنازل والشوارع
المعبدة، وتلحق أذى بليغ بالمنطقة ككل.
وأشار إلى أن الانهيارات معظمها وقع خلال ساعات الليل، ودخول المنطقة يعتبر أمر بالغ الخطورة، فمن المحتمل في حال دخلت فرق البلدية أن تحدث انهيارات جديدة، لذلك من المقرر أن يتم معاينة المناطق التي تضررت بعد استيفاء إجراءات السلامة، ومعرفة كيف يمكن التعامل معها.
وطالب أبو نقيرة المواطنين من سكان الشريط الحدودي، إبداء أكبر قدر من الحذر، وتجنب الوصول للمناطق التي شهدت ضخ للمياه، حتى ولو لم تحدث فيها انهيارات، فالأخيرة قد تقع في أية لحظة، معرباً عن اعتقاده بأن باطن الأرض أصبح بمثابة بحيرة عائمة من المياه، والقادم بحسب اعتقاده أصعب.
وكان مواطنون من سكان جنوب مدينة رفح، شعروا بقلق كبير جراء الانهيارات المذكورة، واعتبرها بعضهم بداية لكوارث ستحل بمناطق سكناهم، وقد تدفعهم للرحيل عن مساكنهم.
وقال محمد قشطة، إن سكان جنوب المدينة يواجهون هجرة جديدة، وفي حال تواصلت عمليات ضخ المياه بهذه الصورة، قد يضطروا لمغادرة مساكنهم، التي ستنهار.
وبين قشطة أن الوضع جد خطير، وفي حال لم توقف مصر ما تقوم به على حدودها مع قطاع غزة، فإن مدينة رفح بأسرها ستواجه كارثة، وهو وباقي سكان المنطقة باتوا يشعرون بقلق حقيقي على مصريهم ومصير عائلاتهم، فمنازلهم التي نجت من القصف والغارات الإسرائيلية، ستنهار بسبب المياه.
مخاطر بعيدة
أما رئيس بلدية رفح، صبحي أبو رضوان، فأكد أن المياه المالحة ستنفذ إلى المخزون الجوفي للمياه العذبة، الذي يعتبر المصدر الوحيد لتغذية سكان مدينة رفح وقطاع غزة بالمياه الصالحة للشرب، موضحاً أن استمرار ضخ المياه من شأنه التسبب بحدوث مزيد من الانهيارات ترابية، قد تؤدي إلى انهيار وتضرر منازل وشوارع وبنية تحتية، وهذا سيكون له آثار كارثية على السكان، وقد يدفعهم للنزوح عن مناطق سكناهم.
وطالب أبو رضوان، السلطة الفلسطينية، بصفتها المسؤولة عن المواطنين، بسرعة التدخل العاجل على كافة المستويات، لوقف هذا المشروع الخطير، كما وناشد المؤسسات الحقوقية والدولية ومؤسسات المجتمع المدني، للتدخل العاجل والعمل من أجل منع حلول كوارث متتابعة.
وكان الجيش المصري شرع قبل عدة اشهر، بحفر أحواض مائية عميقة للاستزراع السمكي على طول الحدود مع قطاع غزة، تمهيداً لغمرها بمياه من البحر الأبيض المتوسط بهدف تدمير الأنفاق.
وجاءت حفر البركة المائية كخطوة ثالثة للتأكد من تدمير الأنفاق ومنع التهريب، حيث كانت السلطات المصرية فجرت بالديناميت العشرات منها، ثم أقامت منطقة عازلة بعمق مئات الأمتار في عمق مدينة رفح المصرية، بعد أن دمرت وهدمت المنازل فيها، قبل أن تبدأ مؤخراً بحفر القناة المائية، التي يتواصل إنشائها في أكثر من موقع على الحدود.