الحدث- الاناضول
يعتمد الشبان الفلسطينيون خلال المواجهات المندلعة حاليا مع قوات الشرطة والجيش الإسرائيلي، منذ مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في مناطق متفرقة من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، على عدّة أسلحة ووسائل مختلفة، يندرج بعضها تحت مسمى "الأسلحة الشعبية البدائية".
واستخدم الفلسطينيون هذه الأسلحة ذاتها "الحجارة والسكين والمقلاع"، وغيرها، منذ بدء الصراع مع القوات الإسرائيلية خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وإلى الآن، رغم تطور صناعة الأسلحة العسكرية للفصائل الفلسطينية.
ووفق مسؤولون وخبراء إسرائيليون، فإن الأسلحة الفلسطينية، رغم بدائيتها وبساطتها أمام الآلات العسكرية الإسرائيلية المتطورة، إلا أنها تشكل "زعزعة للأمن"، لأن مستخدميها ينفذون عملياتهم بشكل فردي، وهذا "يشكل صعوبة في مراقبة القوات الإسرائيلية لكل شاب فلسطيني".
وتواجه قوات الأمن والشرطة الإسرائيلية هذه الأسلحة والتوترات، بإطلاق النار مباشرة على المنفّذ، والرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، وقنابل الصوت تجاه المتظاهرين، بالإضافة إلى اعتقال العشرات من الشبان.
وتدور مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، في مناطق متفرقة من الضفة الغربية ومدينة القدس، وقطاع غزة، منذ بداية أكتوبر/تشرين أول الماضي، اندلعت شرارتها عقب إصرار مستوطنين على مواصلة اقتحام باحات المسجد الأقصى، الشهر الماضي.
وتستعرض وكالة "الأناضول" خلال هذا التقرير أبرز الأسلحة الفلسطينية المستخدمة خلال المواجهات مع إسرائيل:
- الحجر:
يعتبر الحجر السلاح الأول والأبرز والأكثر انتشارًا، بالنسبة للشبان الفلسطينيون، حيث استخدموه بشكل رئيسي، خلال المواجهات مع القوات الإسرائيلية، منذ بدء الانتفاضة الأولى، والتي أطلق عليها الفلسطينيون اسم "انتفاضة الحجارة".
وكان الشبان الفلسطينيون يرشقون الحجارة خلال التظاهرات، والاقتحامات الإسرائيلية للمخيّمات والقرى والمدن، بأيديهم أو بواسطة أدوات.
ورغم أن الحجر من وسائل المقاومة الشعبية البدائية، ولا تقارن قوة تأثيره، أمام البنادق والأسلحة المتطورة الإسرائيلية، كما يقول خبراء فلسطينيون، إلا أنه يشكل إزعاجا للسلطات الإسرائيلية.
وصادق الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، الثلاثاء الماضي، بالقراءتين الثانية والثالثة، على مشروع قانون تشديد العقوبات ضد راشقي الحجارة، بحيث يعاقب من تثبت عليه التهمة بالسجن الفعلي لمدة 3 سنوات كحد أدنى.
كما تبنى المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينيت"، منتصف شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، في اجتماع عقده برئاسة بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، قرارًا يقضي بتفويض الجنود الإسرائيليين إطلاق النار على الفلسطينيين، في حال تعرض الجيش أو مواطن يهودي للخطر، من راشقي الحجارة".
- المقلاع:
استخدم الفلسطينيون المقلاع بشكل لافت، في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حيث كان يتظاهر الشبان أمام الدوريات العسكرية الإسرائيلية، ويشعلون إطارات السيارات ويبدأون بقذف الحجارة بواسطة المقلاع.
وكانت السلطات الإسرائيلية تعاقب مستخدمي هذا "السلاح الأبيض"، الذي يعتبر من أشهر أسلحة الفلسطينيين الأساسية خلال المواجهات مع القوات الإسرائيلية، بالسجن لفترة تمتد لأشهر أو سنوات.
والمقلاع الذي أصبح يعتبر رمزًا للانتفاضات الفلسطينية، عبارة عن حبل له طول معين، يعقده صاحبه من طرفيه ثم من منتصفه بطريقة معينة تسمح بوضع حجر في عقدة المنتصف، ثم يمسك طرفيه ويبدأ بالتلويح به بشكل دائري فوق رأسه، وبعدها يترك أحد الطرفين فينقذف الحجر باتجاه هدفه.
- النَّقِيفة:
وهي عبارة عن أداة خشبية على شكل حرف "Y"، تستخدم لرشق الحجارة أيضًا، حيث يتم ربط طرف الأداة بواسطة حبل مطاطي، تتوسط الحبل قطعة قماش يوضع بها الحجر.
ويقوم مستخدم النقيفة بسحب قطعة القماش التي بها الحجر للخلف، كما يفعل قاذف السهام، ثم يتركها ليتجه الحجر نحو هدفه.
- السكين:
نفّذ الفلسطينيون أول عملية طعن بالسكين خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حيث يعتبر الأسير الفلسطيني المحرر من السجون الإسرائيلية خلال صفقة تبادل الأسرى (صفقة شاليط) عام 2011، عامر أبو سرحان، الذي يُطلق عليه الفلسطينيون "مفجّر ثورة السكاكين".
ونفّذ أبو سرحان (39 عامًا) ، عملية الطعن عندما كان في الثامنة عشرة من عمره، في مدينة القدس عام 1990، ردّا على اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في 8 أكتوبر/ تشرين أول من العام ذاته.
وأدت عملية الطعن إلى مقتل 3 مستوطنين، وحُكم سرحان على إثرها بالسجن 3 مؤبدات، قضى منها 24 عامًا، قبل أن يتم الافراج عنه خلال صفقة تبادل الأسرى.
وشهدت الانتفاضة الأولى ظاهرة حرب السكاكين، بشكل كبير، فقد هاجم الفلسطينيون العديد من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين بالسكاكين، وفق مصادر فلسطينية.
وتشكل هذه الأداة الحادة حاليًا هاجسًا وزعزعة للأمن الإسرائيلي، كما يقول مسؤولون إسرائيليون، مؤخرًا، "لصعوبة مراقبة كل شاب فلسطيني يفكر بينه وبين نفسه بتنفيذ عملية طعن"، فيما يرى مراقبون فلسطينيون أن لهذا السلاح الأبيض "تأثير نفسي كبير، وإضعاف لقوة الردع الإسرائيلية".
- الزجاجات الحارقة:
الزجاجات الحارقة أو (المولوتوف)، استخدمها الفلسطينيون، كما باقي الأسلحة المذكورة منذ بداية الانتفاضة الأولى، حيث كانوا يقذفونها تجاه قوات الجيش الإسرائيلي خلال المواجهات والتظاهرات.
والزجاجات الحارقة عبارة عن زجاجة تحتوي على مواد وسوائل قابلة للاشتعال، كالبنزين والكيروسين، وأول من استخدمها هما الاسبان خلال الحرب الأهلية الإسبانية التي وقعت عام 1936-1939، وفي الحرب العالمية الثانية.
ويشعل قاذف الزجاجة قطعة القماش الخارجة من غطاءها، والتي تكون مغموسة بأحد أنواع الوقود، ثم يلقيها سريعا تجاه هدفها، وبدورها تنفجر وتسبب الحريق.
- الدهس:
نفّذ العديد من الفلسطينيين عمليات دهس للجنود والمستوطنين الإسرائيليين، بواسطة مركباتهم وشاحناتهم.
وتسببت عمليات الدهس بقتل العشرات من الإسرائيليين، وإصابة آخرون، بجروح متفاوتة، وفي حال تنفيذ هذه العمليات حاليًا، فإنها تحدث في الضفة الغربية والقدس، دون قطاع غزة، بسبب الانسحاب الإسرائيلي من القطاع عام 2005.