الخميس  28 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

«إسرائيل» متشائمة من المستقبل وتدعي أن «حماس» تستعد لخوض الحرب في آذار المقبل

2015-11-07 06:36:30 PM
«إسرائيل» متشائمة من المستقبل وتدعي أن «حماس» تستعد لخوض الحرب في آذار المقبل
صورة ارشيفية

 الحدث- وكالة تسنيم

وجهت «إسرائيل» امس رسالة تهديد غير مباشرة إلى «حماس» ، بعث بها ضابط هو قائد كتيبة في لواء المظليين التي ترابط حالياً على الحدود مع غزة، حذرتها فيها من شن عمليات على جيش الإحتلال أو المستوطنات وقالت إن ذلك سينظر إليه على أنه تطور خطير، وسيؤدي إلى إسقاط حكم «حماس» وفقدانها السلطة فيما ذكرت صحيفة «هاآرتس» أن أجهزة الاستخبارات «الإسرائيلية» متشائمة و لا ترى نهاية قريبة لموجة «العنف» السائدة حالياً.

وتحدث الضابط إلى موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» وحاول إلى جانب التهديد، استغلال الواقع الاقتصادي المتردي لدى فلسطينيي غزة، جراء الاحتلال وحصاره، لتحميل «حماس» وفصائل المقاومة، المسؤولية .

وأضاف : «حماس والفلسطينيون في القطاع تلقوا ضربة موجعة وكبيرة جداً في عملية الجرف الصامد في العام الماضي ، لكن حماس لم توفر للأهالي أي إنجاز في مقابل ذلك». وتابع: «كل ما وضعوه كشروط لوقف إطلاق النار تبخر، والعالم نسي الفلسطينيين هناك. الناس يعيشون تحت الأنقاض بلا إعادة إعمار، وتأهيل البنى التحتية يسير بوتيرة بطيئة، ومن المتوقع أن تتفاقم الأوضاع أكثر في غزة» .

واصل الضابط وصفه التراجيدي، بالقول: «أهالي القطاع يعيشون حالة من القهر والإحباط واليأس، ويكفي أن نعاين سكان حي الشجاعية على بعد مئات الأمتار من هنا لندرك ذلك. إنهم يشاهدون التيار الكهربائي في المستوطنات الإسرائيلية المقابلة لهم، وهم يغرقون في عتمة. يعيشون واقعاً اقتصادياً صعباً، بينما الواقع الاقتصادي أفضل بكثير في الطرف الثاني من الحدود». وأضاف: «الأمور في قطاع غزة ليست هادئة. ثمة حركة احتجاج شعبية ضد حكم حماس التي تسعى إلى التعتيم حول المسيرات التي خرجت ضدها في مراكز المدن، وكان بعضها عنيفاً».

وضمن المنحى نفسه، أكد الضابط أن «إسرائيل» رصدت في المدة الأخيرة سلسلة من المظاهرات داخل غزة ... «سكان القطاع أدركوا للمرة الأولى أن حماس وضعتهم في وضع صعب للغاية ولم تحقق لهم شيئاً»، لكن الحركة، وفق الرجل، استطاعت التعتيم على ما جرى وما يجري، وهي «تحكم بقبضة حديدية لأنها تخشى بالفعل حرباً أهلية في القطاع» .

وحول الانتفاضة الفلسطينية الجارية ، ذكر أن التقديرات لدى المؤسسة الأمنية في «إسرائيل» تشير إلى أن أهالي غزة خرجوا بالآلاف في بداية الأحداث في القدس والضفة، لكنهم في هذه المرحلة باتوا أقل حماسة لذلك، خاصة أنهم «يدركون الآن أن حماس تستغلهم لا أكثر»، الأمر الذي أدى إلى تقليص تدريجي للفعاليات المعارضة لـ«إسرائيل» بالقرب من الحدود مع القطاع.

و يؤكد الضابط أن التقديرات السائدة لدى «شعبة الاستخبارات العسكرية» في الجيش «الإسرائيلي» ، ترى أن الجناح العسكري لـ«حماس» يستعد لخوض المواجهة العسكرية المقبلة ضد «إسرائيل» ، التي «يقدر أن تخاض في آذار المقبل ، خاصة أن عسكر حماس يستخدمون نسبة كبيرة من الناتج القومي الإجمالي للقطاع، في مراكمة وتطوير صواريخ بعيدة المدى وأكثر دقة، إضافة إلى حفر الأنفاق لخوض القتال المباشر وتنفيذ عمليات، فضلاً عن استحكامات تهدف إلى تحصين الحدود، مع استعداد خاص لدى الكوماندوس البحري لخوض القتال».

هدا و ذكرت صحيفة «هاآرتس» الصهيونية أن أجهزة الاستخبارات «الإسرائيلية» لا ترى نهاية قريبة لموجة «العنف» السائدة حالياً، وأنه برغم تراجع شدة العمليات وعددها وأن معظمها بات يتركز في منطقة الخليل وشمالها، فإن الأجهزة الاستخبارية تتبنى تقديراً شبه موحد حول نشوء وضع جديد ، من شأنه أن يرافق «إسرائيل» لمدة طويلة أخرى.

وترى الاستخبارات نفسها أن التهدئة السياسية في القدس والوجود المعزز للشرطة في الأحياء الفلسطينية، نجح في «صد موجة العمليات»، وأنه لم تتبلور في المرحلة الحالية «كتلة حرجة» قادرة على محاكاة الانتفاضتين السابقتين، لكن على المدى الأبعد، فإن الاستخبارات «الإسرائيلية» متشائمة.

ووفق ما نقلت «هاآرتس»، فإن القلق السائد في «إسرائيل»، هو من الأزمة السياسية الداخلية التي قد تندلع في الضفة، كجزء من الصراع على مرحلة ما بعد عباس، أكثر من قلقها من موجة «العنف» الحالية، خاصة أن الضغوط الاقتصادية الآخذة بالتفاقم في السلطة، إلى جانب عدد من الضغوط، يمكن أن تؤدي إلى تحلل السلطة تماماً من مسؤولياتها، ما سيجذب «إسرائيل» مرة أخرى إلى الداخل، نحو السيطرة الكاملة على السكان في الضفة، وذلك خلافاً لمصلحتها.