الحدث- القدس
ألمح تقرير لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نشرته على موقعها الإلكتروني مساء الخميس 5 نوفمبر/تشرين الثاني، أن تكون المخابرات الإسرائيلية وراء المعلومات العاجلة التي أعلنها رئيس الوزراء البريطاني «ديفيد كاميرون»، عن إسقاط الطائرة الروسية في سيناء، ووقف رحلات الطيران لشرم الشيخ، ما شكل إهانة مباشرة لضيفة الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي».
وقال الكاتب الإسرائيلي «أنشل بِبر»، أن حكومة «كاميرون» لم تكن لتفاجئ «السيسي» وهو في ضيافتها بهذا الإعلان الذي يعني هدم السياحة المصرية، لولا أن معلوماتها الاستخباراتية كانت قوية جدا، فجاء اختيار هذا التوقيت الأكثر سوءا لإيقاف الرحلات الجوية من شرم الشيخ، خلال وجود الرئيس المصري في بريطانيا.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية: «تشير الحالة المستعجلة التي صدر فيها البيان البريطاني إلى أنها كما يبدو معلومات من دولة أخرى»، مشيره لما أعلنته أيضا الاستخبارات الأمريكية بأن عبوة ناسفة فجرت الطائرة من الداخل، وأن «هناك علاقات استخباراتية وثيقة بين الولايات المتحدة، بريطانيا وإسرائيل».
أقمار تجسس إسرائيلية على حدود مصر
وقالت الصحيفة إن «لدى إسرائيل وسائل جمع معلومات متقدمة وموجهة نحو سيناء بواسطة شبكة من أقمار التجسس»، ما يعني أن (إسرائيل) ربما لديها معلومات من منطقة الحدود مع مصر نقلتها إلى الولايات المتحدة والبريطانيين.
وأضافت «هآرتس»: «لم تستطع الحكومة البريطانية اختيار توقيت دبلوماسي أسوأ يظهر تآمر شركات الطيران البريطانية بتأجيل جميع الرحلات الجوية من مطار شرم الشيخ، خشية من أن يكون تحطم الطائرة الروسية قد نجم بسبب عبوة ناسفة».
وتابعت الصحيفة أن احتمال العملية الإرهابية تم نفيه في البداية بسبب تقدير أن الصواريخ المضادة للطائرات التي بيد فرع تنظيم «الدولة الإسلامية»، (داعش)، في سيناء ليست قادرة على إصابة الطائرة الروسية، ولكن في الأيام الأربعة الأخيرة كثرت الدلائل على أن احتمال ذلك معقول جدا، عبر وضع عبوة ناسفة في الطائرة وهي لا تزال على الأرض.
ونوهت لأن هذا الإعلان البريطاني لم يكن «السيسي» يتخيله كأسوأ استقبال له، حيث تصر الحكومة المصرية على أنه ليس هناك أي سبب للافتراض بأن عملية إرهابية تسببت في حادثة التحطم التي قُتل فيها 224 مسافرا وأفراد الطاقم، بينما تؤكد المصادر البريطانية والأمريكية أن هناك عملية إرهابية تمت من داخل مطار شرم الشيخ ما يجعل المطار غير آمن ورحلات الطيران فوق سيناء خطرة للغاية، فأوقفت الرحلات وأرسلت خبراء بريطانيين للمطار المصري للإشراف على ترحيل قرابة ألفي سائح بريطاني.
وأعلن وزير النقل البريطاني أن خبراء الأمن البريطانيين قد خرجوا إلى مصر من أجل التأكد من أن الطائرات ستستطيع الإقلاع عائدة مع اتخاذ تدابير أمنية خاصة.
إهانات متتالية للسيسي
وتقول «هآرتس» أن الإعلان البريطاني ترجيح أن الطائرة سقطت بقنبلة وضعت داخلها من مطار شرم الشيخ، وإعلان الجانب الروسي أن هناك «جهة خارجية» كانت وراء تحطّم الطائرة، وإعلان الاستخبارات الامريكية أن قنبلة انفجرت على الأرجح داخل الطائرة، كانت إهانات علنية لحكومة «السيسي»، التي تفتخر بوعودها بالاستقرار وحربها الشرسة ضد الإرهاب.
ولهذا سعي الناطقون باسم الحكومة المصرية على مدار الأيام الماضية لتفنيد التلميحات التي صدرت حتى، بيد أن الإعلان البريطاني «مثل تعبيرا عن عدم الثقة الكبير حول قدرة مصر على تأمين طرق الطيران المدني للرحلات الجوية التي تخرج من أراضيها».
ووفقا للصحيفة، لم يشكل تصرف بريطانيا «مجرد إضرار بهيبة السيسي، وإنما أيضًا ضربة قاسية جدا لصناعة السياحة المصرية»، مشيره إلى أن «ولاية سيناء، امتنعت عن تنفيذ العمليات في جنوب شبه سيناء بسبب أن الآلاف من أبناء القبائل البدوية في شمال سيناء الذين يساعدون داعش، يعملون في الفنادق والشركات السياحية في الجنوب».