الحدث - صالح النعامي
قال باحث وإعلامي يهودي أمريكي بارز إن إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش خططت لانقلاب على حكومة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، المنتخبة عام 2007، بالتعاون مع مستشار الأمن القومي في السلطة الفلسطينية في ذلك الوقت محمد دحلان.
وفي مقال نشره موقع صحيفة "هآرتس" مساء الاثنين، كتب البروفيسور بيرت فينروت، المحاضر في جامعة "نيويورك" والمعلق البارز في قناة التلفزة الأمريكية "سي إن إن"، أن "ممثلي الإدارة الأمريكية طلبوا من دحلان إسقاط حكم حركة حماس عبر إشاعة الفوضى واستخدام السلاح".
وأضاف فينروت أن إدارة بوش انزعجت كثيرا عندما أسفرت الانتخابات التشريعية التي نظمت عام 2006 عن فوز حركة حماس، ما دفعها لمحاولة للانقلاب على حكم "حماس" الذي تم فرزه بشكل ديموقراطي وحر.
وشدد فينروت على أن حركة حماس قامت في النهاية بالدفاع عن منجزها في الانتخابات التي أجريت
بشكل ديموقراطي.
وهاجم فينروت بشدة مرشحي الرئاسة الأمريكية من الجمهوريين والديموقراطيين الذين يصورون حكم "حماس" على أنه نتاج انقلاب، مشددا على أنه من يتوجب توجيه الانتقادات له هو إدارة بوش وحركة فتح التي تعاونت معها في محاولة إسقاط حكم "حماس".
واستهجن فينروت بشكل خاص، الخط المتشدد الذي يعبر عنه مرشحو الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة من الجمهوريين والديموقراطيين تجاه حركة حماس، وأنهم يشددون على وجوب رفض التعاطي معها، على الرغم من أن قادة أمنيين إسرائيليين بارزين لا يترددون في المطالبة بإقامة قنوات اتصال مع الحركة، ومنهم رئيس جهاز الموساد الأسبق إفرايم هليفي.
وهاجم فينروت ما أسماه "النفاق" الأمريكي الذي يتجاهل طابع المشكلة الحقيقي في قطاع غزة والمتمثلة في الحصار الإسرائيلي المفروض عل قطاع غزة.
يذكر أن صحيفة "معاريف" كشفت في الثاني عشر من حزيران/ يونيو من العام 2008، النقاب عن أن إليوث أبرامز، مساعد مستشار الأمن القومي الأمريكي في إدارة بوش تولى تنفيذ خطة هدفت إلى إعادة حركة فتح للحكم في السلطة الفلسطينية عبر "إثارة القلاقل".
ونوهت الصحيفة في حينه إلى أن أبرامز يعتبر صاحبة فكرة "الفلسطيني الجديد" التي تقوم على محاولة إيجاد جيل جديد من الفلسطينيين يتعايش مع السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن ناحية ثانية، فقد كرر رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق إيهود باراك عبارته القائلة "لو ولدت فلسطينيا لكان من الطبيعي أن أنضم لإحدى التنظيمات الإرهابية الفلسطينية".
ونقل أودي سيغل، المعلق السياسي لقناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، الليلة الماضية عن باراك قوله
في كلمة أمام طلاب دراسات عليا في الجامعة العبرية الخميس الماضي، إن الأوضاع التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي تقلص هامش المناورة المتاح أمامهم وتدفعهم لاختيار العنف.
يذكر أن باراك قد أطلق هذه العبارة لأول مرة بعد تسريحه من الجيش عام 1991، وأحدث في حينه ضجة كبيرة داخل إسرائيل.
المصدر : عربي 21