"بِهِمِّشْ"، بهذه الكلمة واجه العجوز الفلسطيني "زياد أبو هليل" مجموعة جنود من الجيش الإسرائيلي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، لتتحول الكلمة إلى هاشتاغ (#بهمش)، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى إصدار أغاني وطنية مستوحاة من الكلمة.
وبهمش، كلمة فلسطينية عامية يستخدمها الفلسطينيون وتعني (لا مشكلة) أو (عادي).
ويعود الهاشتاغ "بهمش"، إلى فيديو هليل، الذي تدخل لمنع جنود من إطلاق النار على الشبان المتظاهرين في الخليل، فقال أحد الجنود له، أن شبانًا يلقون الحجارة تجاههم، فرد هليل: "بهمش.. خليهم يضربوا".
حلا إبراهيم على صفحتها على موقع فيس بوك كتبت: "#بهمش ويسكروا (يغلقون) البلد زي (مثل) ما بدهم.. القفز رياضة حلوة والمشي مريح".
وكتب ناجي عزام: "الجيش كسر البيت الليلة #بهمش صامدون".
وامتزجت عدد من الهاشتاغات، بالسخرية من إجراءات الجيش الإسرائيلي على الأرض، من إغلاق طرقات، ومداهمات، واعتقالات.
محمود حريبات، المختص في مواقع التواصل الاجتماعي ومقدم برنامج "دوت كوم"، في إذاعة "24 إف" المحلية، قال: "(بهمش) ينتشر بسرعة كبيرة، كونه هاشتاغ عفوي جاء من نبض الشارع، بسيط يلامس روح الناس، يلامس معاناتهم مع الاحتلال".
وأضاف: "سر نجاح (بهمش) عفويته وبساطته، الشباب الفلسطيني بات يتقن بحرفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال رسالة للعالم، ولفت أنظاره للقضية الفلسطينية".
"(بهمش) حظي بمرتبات متقدمة على مواقع التواصل الاجتماعي"، بحسب حريبات.
وكان الفنان الفلسطيني قاسم النجار أصدر أمس الأحد، أغنية مستوحاه من "بهمش"، قائلًا لمراسل الأناضول: "(بهمش) في احتلال بس (لكن) نحن صامدون، الأم الفلسطينية تزغرد مع وداع نجلها الشهيد، بهمش فدا الوطن، بهمش في حواجز".
وأضاف: "بهمش كل إجراءات الاحتلال، بس (لكن) بهم (المهم) الأقصى لا يدنس، ولا يقسم".
ومن كلمات الأغنية الجديدة: "قالو لسيدي (جدي) الختيار (العجوز) ضربوا حجار (حجارة)، جاوب سيدي باستهتار عادي خليهم (اتركهم) بهمش (..) لو يعتقلونا يوميًا راح نصمد بهمش (...) لو حتى سكرتوا (أغلقتم) الضفة بهمش".
الناقد الفني سعيد أبو معلا أستاذ الإعلام في الجامعة العربية الأمريكية قال: "لا يطلب من الغناء الوطني الفلسطيني أن يقوم بتحرير فلسطين، لكن المؤكد أن الأغاني الجديدة بسيطة، وأنتجت بفترة قصيرة، وهي تلامس مشاعر الشعب الفلسطيني ونبضه، ونبض الهبة الشعبية، وتعمل على توحيد الوجدان الشعبي والحالة النضالية الجمعية".
ومع كل هبة وانتفاضة يعود الفلسطينيون إلى الأغاني الوطنية القديمة، التي تلعب دورًا في توحيد الشارع في مواجهة الاحتلال، تحمل على الهواتف النقال وأجهزة الحاسوب، تسمع في وسائل النقل عبر الإذاعات المحلية، بحسب أبو معلا.
وأضاف: "الهبة الشعبية اليوم لا ترتبط بحزب فلسطيني بعينه، بل تعكس الفردية النضالية، وبالتالي بات المجتمع بحاجة إلى أغنية وطنية جديدة، مختلفة، تلامس الواقع أو الحالة النضالية التي تشكلت خلال الشهرين المنصرمين".
ولفت أبو معلا، إلى أن "التطور التكنولوجي ساعد في إنتاج وتسجيل وبث الأغاني الوطنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات اليوتيوب، كالنار في الهشيم".
وتابع: "ويلحظ في أغنية "بهمش" أنها تنتمي للغناء الشعبي الإيقاعي، الذي يستخدم موسيقى تقليدية يفضلها قطاع عريض من الشارع الفلسطيني (يشبه ما تقدمه الفرق الشعبية في الأعراس)، وهي مباشرة وخطابية تناسب الحالة النضالية، وهي مستمدة من أحد مقاطع الفيديو الأكثر شهرة لحاج فلسطيني في مدينة الخليل".
المصدر: وكالة الأناضول