كثيراً ما كانت كلمة "Ado"تثير فضولي في عنوان مسرحية شكسبير، “Much Ado About Nothing”، ولعلها كانت السبب وراء قراءتي لتلك المسرحية واختياري لها كجزء من القراءات المخصصة ضمن إحدى مساقات تخصص اللغة الإنجليزية في الجامعة. المسرحية وحدها لم تنل شهرة كبيرة كباقي مسرحيات شكبير الأخرى، لا كـ "هاملت"، أو "عطيل" أو "ماكبث" أو "روميو وجوليت"، فهي في مقياس النقد الأدبي قد تصنف من مسرحيات الدرجة الثالثة أو الرابعة من حيث الأهمية مقارنة بأعمال شكسبير الأخرى.
واهتمامي بكلمة "Ado"، جاء قبل معرفتي بالمعنى المرادف لها في اللغة العربية، فكان منبعه اعتقادي- ولعله خاطئ- بأن للكلمات طاقة تفرضها على المتلقي، سواء أكان متلقياً بالقراءة أو بالاستماع، وهي بذلك لها قدرة جذبٍ أو طرد. لذلك، فإن كلمة "Ado" مرتبطة الإيحاء في رأسي بالصراخ والعجز وقصر ذات اليد والحيلة، ولعل السبب في ذلك لغوي في المقام الأول وهو التقاء حرف علة صارخ قوي كحرف “A” بحرف علة آخر يشع قوة طرد بحجم "O" ضد حرف ضعيف مسكين ساكن في المنتصف هو حرف "d" والذي يمنحك إحساساً بالفشل.
وبعد معرفتي، بأصل الكلمة وجذرها اللغويat+ do ، وتطورها لتصبح "Ado" صار منطقيا أن يفهم معناها، الذي يفيد الحركة، أو المشقة، أو الرغبة في القيام بفعل، أو أمر ما، دون نتيجة، هي تماماً تشبه رديفتها باللغة العربية "جعجعة"، والتي هي صوت الرحى، وصفة للرجل حين يُقال له "جعجاع" أي يكثر الكلام ولا يعمل ويعدُ ولا يفعل، وهي صفة للمكان الذي تكون فيه حالك بغير اطمئنان أو راحة أو سكينة، وصفة للإبل، حين نقول "جعجع بها" أي حركها للنهوض أو للإناخة أو للحبس.
وعليه، ومع مرور الأيام، وقراءة الحال في مقام الحال، واستخفاف الرجال بعقول الرجال، واستمرار ما كان على ما كان، وبقاء الحركة في حالة الدوران، وهوان الهوان، زاد إعجابي بكلمة "Ado".