الخميس  21 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عندما يرفض رئيس الوزراء مقاطعة الاحتلال - رولا سرحان

2015-11-12 10:19:16 AM
 عندما يرفض رئيس الوزراء مقاطعة الاحتلال - رولا سرحان
رولا سرحان
 
مما لا شك فيه أن موقف رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، هو موقف محرج، لا يحسد عليه، بعد التصريحات التي أدلى بها ضيفه عمدة لندن نقلا عنه بأن الحمد الله يرفض مقاطعة "إسرائيل". عمدة لندن استشهد بكلام الحمد الله في سياق تأكيده على أن جهود المقاطعة هي "جهود حمقاء" على حد قوله. ولسنا نفهم، منبع هذه الثقة في كلام عمدة لندن، إلا من باب كونه متأكداً من أن الحمد الله، قد قال في لقائه له هذا الكلام، الذي أقل ما يقال عنه أنه خروج عن الإجماع الوطني بأهمية مقاطعة المحتل اقتصاديا.
 
ولعل موقف وزارء آخرين من هذه الزيارة، ومقاطعتها، قد زاد من حرج الحمد الله، ليس فقط لأنه يدلل على تضارب الأداء الحكومي، والذي من المفترض أن يكون إيقاع عمله موحداً، بل لأنه يدلل أيضا على غياب التنسيق الداخلي بين أعضاء مجلس الوزراء، وعدم وجود منهجية واضحة، ومواقف محددة في التعامل مع قضايا مصيرية ووطنية جوهرية.
 
ولستُ أعلم إن كان الدكتور الحمدالله، يدرك أنه بتصريحه لعمدة لندن، قد ساهم بشكل كبير في التأثير سلباً على الجهود المبذولة منذ سنوات في محاربة إسرائيل اقتصادياً بسلاح يُعد من أقوى الأسلحة والأوراق "السلمية" و "الشعبية" التي نملكها في مواجهة الاحتلال وترسانته.
 
ولستُ أشكُ أنه، سيتم استخدام تصريح الحمدالله سياسياً من قبل الاحتلال لضرب جهود المقاطعة في مقتل، فدولة الاحتلال ستعمل على استثماره سياسياً في حملاته المضادة ضد المقاطعة الاقتصادية، خاصة وأنها تمتلك ترسانة إعلامية كبيرة بينما الماكنة الإعلامية الفلسطينية مصابة بمتلازمة الفشل في تسويق خطاب وموقف سياسي موحد.
 
ولستُ أفهم، لماذا يُراد منا أن نكون ملكيين أكثر من الملك حين ندلي بتصريحات في نفس اليوم الذي يصدر الاتحاد الأوروبي فيه موقفه بشأن وسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية.
 
إن موقف رأس الهرم الحكومي هذا، استدعى في رأسي عبارة من أجمل عبارات نيلسون مانديلا: "إن أي رجل أو مؤسسة تحاول أن تسرق كرامتي مني سوف يخسر".