#الحدث- مصدر الخبر
حذر "يهوناثان داحوح هاليفي" الباحث الإسرائيلي المعروف في شئون الشرق الأوسط والإسلام الراديكالي بمعهد القدس للدراسات العامة والسياسية من تدهور العلاقات الإسرائيلية- الكندية مع وصول جاستين ترودو لرئاسة الحكومة في أوتاوا.
ورأى في مقال بعنوان "التغير الملحوظ في السياسة الخارجية الكندية بالشرق الأوسط" أن هناك إشارات على ميل الحكومة الليبرالية الجديدة تجاه العرب والعالم الإسلامي على حساب إسرائيل، ما ينذر بخسارة الأخيرة لواحدة من حلفائها المهمين في الغرب.
إلى نص المقال..
طوت الحكومة الليبرالية الجديدة في أوتاوا برئاسة جاستين ترودو صفحة منظومة العلاقات الخاصة بين كندا وإسرائيل، وبدأت في تبني سياسات خارجية مختلفة تماما عن تلك التي اتبعها رئيس الحكومة السابق ستيفن هاربر.
اتبع هاربر سياسات مبنية على موقف أخلاقي مبدئي بدعم مطلق لإسرائيل، من خلال تفهم تهديد الإرهاب الإسلامي ومصدره الشرق الأوسط الذي يهدد الغرب أيضا بما فيه كندا.
ترودو، الذي يعتمد على دعم الجالية المسلمة في كندا، يقزم من تهديد الإرهاب الإسلامي، ويرى في الحركات الإسلامية الراديكالية كالإخوان المسلمين، حلفاء سياسيين، ولا ضرر بالنسبة له في إجراء حوار مع دول أو عناصر عربية إسلامية ترعى/أو تتورط في الإرهاب الدولي.
تعتمد السياسة الخارجية الكندية لحكومة ترودو على "المصالح" و"التوزان" أي- تفضيل العلاقات مع العالم العربي والإسلامي على دعم إسرائيل.
بشر وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون بهذا التغير، فور الاجتماع الأول لحكومة ترودو. وقال ديون في حديث صحفي، إن كندا سوف تعتمد "الوسطية النزيهة" وتوطد علاقتها مع العناصر الإقليمية "الشرعية" (على حد وصفه)، بما في ذلك الحكومة اللبنانية التي يوجد بها تمثيل كبير لحزب الله. وفي حديث آخر أوضح ديون أن كندا تعتزم استئناف الحوار مع إيران.
زعم ديون أن التحول في السياسة الخارجية الكندية يمكن أن يخدم المصالح الإسرائيلية، حيث يمكن لإسرائيل أن تستخدم كندا كقناة اتصال مع أعدائها. ووصف إسرائيل بـ"الصديقة" و"الحليفة"، لكنه أكد أنها لن تكون بمنأى عن انتقادات أوتاوا، مع تشديده على معارضة كندا المبدئية للمستوطنات.
تغير التعاطي مع إسرائيل يمكن أن نراه أيضا في غياب أي كلمة كندية تتعلق بالإرهاب الفلسطيني. فلم تنشر الحكومة الكندية أي بيان حول موت مواطن كندي- إسرائيلي متأثرا بجراح أصيب بها في هجوم نفذه إرهابيون فلسطينيون بالقدس، وحتى الآن لم تعلق الحكومة بالمرة على انتفاضة السكاكين الفلسطينية.
فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب الإسلامي، اختارت الحكومة الجديدة عدم الوقوف في موقع القيادة على الساحة الدولية. وأعلنت وقف التدخل في القتال الفاعل ضد الدولة الإسلامية وإعادة مقاتلات الـ "إف 18" المشاركة في الهجمات على أهداف داعش إلى كندا.
قال وزير الدفاع الكندي، هارجيت ساجان (قبل يوم من اعتداءات باريس الإرهابية) إنه لا يتعين على الجمهور الكندي الخوف من داعش، وأشار إلى أن طريقة مواجهة داعش يجب أن تتم عبر التعقب الاستخباري المسبق للتهديدات واستخدام الأدوات الدبلوماسية.
أدان رئيس الحكومة جاستين ترودو الهجمات الإرهابية في باريس، لكن إدانته لم تتضمن التطرق للعنصر الإسلامي على الإطلاق.
بيت القصيد أن النغمات الجديدة من أوتاوا تشير إلى بداية مرحلة من البرود في العلاقات بين كندا وإسرائيل تحت حكم جاستين ترودو.