#الحدث- آيات يغمور
بذلت حكومة الاحتلال الإسرائيلية جهوداً حثيثة في توظيف هجمات باريس الأخيرة التي تبناها تنظيم "داعش" الذي يعرف نفسه بأنه "تنظيم إسلامي" لإيجاد تقاطع مشترك يربط الحالة الأوروبية بالإسرائيلية ليصبح "العدو" واحداً ألا وهو "الإسلام السياسي".
يوضح خبير الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي لـ "الحدث" آلية توظيف هذه الاعتداءات الإرهابية التي ذهب ضحيتها ما يزيد عن مئة وتسعة وعشرين شخصاً في تحقيق أهدافٍ دعائيةٍ وإعلاميةٍ واضحة، تقوم على إيجاد مقارنة وإسقاط لجرائم داعش في محاولة للمساواة بين قتلى اعتداءات باريس مع قتلى اليهود من المستوطنين خلال عمليات الدهس أو الطعن.
ويضيف النعامي: "هذه السياسة في التعامل مع الاعتداءات الفرنسية ومشابهة أفعال داعش بما تفعله المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال ما هو إلا محاولة بائسة لشيطنة المقاومة".
ويشار إلى أن الفعل المقاوم مشروع في القانون الدولي ضد الاحتلال.
هذا التعاطف الاسرائيلي الدعائي كما يراه مراقبون يقابله موقف أكثر تطرفا من قبل حاخامات وعناصر يهودية ، أظهرت شماتة كبيرة فيما تعرض له الفرنسيون، أذ يشير النعامي على صفحته الخاصة بموقع التوصال الاجتماعي إلى تصريح الحاخام دوف لوؤر الذي يملك وزناً سياسياً مؤثراً في الحكومة اليمينية المتطرفة كونه جزءاً من حزب البيت اليهودي، والذي قال فيه: " يستحق هؤلاء الفرنسيين الأشرار ما حدث لهم بسبب ما فعلوه بشعبنا قبل 70 عاماً".
ويعلق النعامي على هذا التصريح بأن هذا التصريح يعكس مرجعيات دينية يهودية فضحت وكشفت الادعاءات الإسرائيلية التي ساندت الحكومة الفرنسية واستنكرت الهجمات وطالبت بمحاربة "الإسلام" ومعاملته كعدو سياسي.
ويؤكد خبير الشؤون الإسرائيلية أن الموقف الإسرائيلي بين الدعاية والشماتة مبني على مواقف معادية كانت فرنسا قد اتخذتها ضد إسرائيل كاقتراحها الأخير في فرض رقابة دولية على المسجد الأقصى وهو ما قوبل بالرفض والاستهجان من قبل حكومة الاحتلال.
واستذكر النعامي مقابلة أجرتها القناة الثانية العبرية قبل يومين، استضافت فيها مهاجرين يهود قدموا من فرنسا يتحدثون عن الاعتداء بلهجة تملؤها الشماتة في ضحايا اعتداءات باريس.