الحدث- الاناضول
كشفت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية، أن سكان العالم في حيرة من أمرهم، بشأن حجم الخطر الحقيقي الذي تمثله البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية على الصحة العامة، ولا يعرفون كيفية الحد من تلك المخاطر.
وأضافت المنظمة، في بيان تلقت الأناضول نسخة منه اليوم، أن "دراستها شملت مسحًا لحالات 10 آلاف شخص في 12 دولة بالعالم هي الصين والهند ومصر واندونيسيا والمكسيك ونيجيريا وروسيا وصربيا وجنوب أفريقيا والسودان وفيتنام وباربادوس، وتوصلت إلى الكثير من أوجه سوء الفهم بين الناس حول مقاومة المضادات الحيوية، ما يبعث على القلق".
وأظهرت النتائج، أن "64 % ممن وجهت لهم أسئلة في البحث كانوا يعتقدون على سبيل الخطأ، أن العقاقير المشتقة من البنسلين والمضادات الحيوية الأخرى يمكن أن تعالج نزلات البرد والانفلونزا، على الرغم من حقيقة أن هذه العقاقير لا تؤثر على الفيروسات".
وأضافت أن "نحو ثلث من شاركوا في الدراسة كانوا يظنون أيضا أنه يتعين عليهم التوقف عن تعاطي المضادات عند تحسن حالاتهم بدلا من استكمال المقرر العلاجي".
وقد شملت المفاهيم المغلوطة التي كشف عنها المسح، أن "ثلاثة أرباع (76٪) من أجابوا على المسح يعتقدون أن مقاومة المضادات الحيوية تحدث عندما يصبح الجسم مقاوماً للمضادات الحيوية، وفي الواقع تصبح البكتيريا - وليس البشر أو الحيوانات - مقاومة للمضادات الحيوية ويتسبب انتشارها في أنواع العدوى التي يصعب علاجها".
ويعتقد ثلثا (66٪) من أجابوا على المسح أن الأفراد لا يتعرضون لخطر العدوى المقاومة للأدوية عندما يتناولون المضادات الحيوية بالشكل الموصوف لهم شخصيا، فما يقرب من نصف من شملهم المسح (44٪) يعتقدون أن مقاومة المضادات الحيوية تمثل مشكلة فقط لمن يتناولون المضادات الحيوية بصورة منتظمة، وفي الواقع، فإن أي شخص، في أي عمر، وفي أي بلد قد يصاب بعدوى مقاومة للمضادات الحيوية.
وكشف المسح أن "أكثر من نصف (57٪) من أجابوا على المسح يشعرون بأنه يتعذر عليهم القيام بالكثير مما يمكنهم القيام بها لوقف مقاومة المضادات الحيوية، في حين يرى ما يقرب من ثلثي (64٪) من أجابوا على المسح أن الخبراء في مجال الطب سيحلون المشكلة قبل أن تتفاقم".
وذكرت الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة للمنظمة عند إطلاق نتائج المسح اليوم "أن ارتفاع المقاومة للمضادات الحيوية يمثل أزمة صحية عالمية، وأن الحكومات تدرك الآن أنها تمثل واحدة من أكبر التحديات التي تواجه الصحة العامة في وقتنا هذا، فقد وصلت إلى مستويات خطيرة في جميع أنحاء العالم".
وأشارت إلى أن "مقاومة المضادات الحيوية تحد من قدرتنا على علاج الأمراض المعدية وتقوض الكثير من فرص التقدم في مجال الطب".
وتتزامن نتائج المسح مع إطلاق الحملة الجديدة للمنظمة تحت عنوان "المضادات الحيوية: تعامل معها بحرص"، وهي مبادرة عالمية لتحسين استيعابنا للمشكلة، وتغيير طريقة استخدام المضادات الحيوية.
وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تتحور البكتريا من خلال الطفرات لتصبح مقاومة للمضادات الحيوية المستخدمة في علاج العدوى، ويؤدي الإفراط في استخدام المضادات الحيوية أو إساءة استخدامها الى زيادة كبيرة في نمو البكتريا المقاومة للعقاقير.
وتؤدي العدوى بالبكتريا المقاومة للعقاقير، بما في ذلك الصور المقاومة لعدة عقاقير تعالج الالتهاب الرئوي والتيفود والسيلان، إلى وفاة مئات الآلاف من البشر سنويا حول العالم، مع تزايد هذا التوجه.