الخميس  28 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

راؤول جونزاليس ..مثال يحتذى

2015-11-17 09:29:05 AM
راؤول جونزاليس ..مثال يحتذى
صورة ارشيفية


#الحدث- متري حجار

أعلن النجم منتخب اسبانيا وأسطورة ريال مدريد السابق راؤول جونزاليس اعتزاله كرة القدم بعد أن قاد فريقه نيويورك كوزموس للفوز على أوتاوا فوري ٣-٢ في نهائي دوري أمريكا الشمالية والذي يعتبر موازياً للدرجة الثانية الأمريكية. وبذلك أسدل النجم الاسباني الستار على مسيرة كروية استمرت ٢١ عاماً منها ١٦ مع النادي الأشهر في العالم ريال مدريد الذي فاز معه بستة ألقاب للدوري وثلاثة ألقاب لدوري أبطال أوروبا لتكون هذه النهاية أفضل ختام لمشوار هذا  اللاعب .

راؤول أحد أكثر اللاعبين استحقاقاً للاحترام، فعندما بدأ مستواه بالتراجع لتقدم العمر رفض البقاء احتياطياً على مقاعد البدلاء المدريدية في عهد مورينيو وفضل الانتقال للدوري الألماني (الذي لم يكن في العام ٢٠١٠ من أفضل دوريات العالم ) مع فريق ليس من القمة وهو شالكة حيث قدّم أداءً استثنائياً لا لشيء  إلا لأنه عرف قدراته والكيفية التي يستطيع من خلالها تقديم أفضل ما لديه . ثم انتقل بعدها إلى السد القطري ثم إلى أمريكا ليخوض تجارب في كامل اصقاع الأرض وينهي مسيرته بعد ذلك في سن الثمانة والثلاثين . وأي لاعب غيره يعتبر أيقونة لأفضل أندية العالم وأكثرها شهرة على الإطلاق كان ليفضل إما البقاء في النادي حتى نهاية مسيرته أو الاعتزال أو على الاقل اللعب لعام أو اثنين على الأكثر من بعدها. إلا أن راؤول تغلب على الأنا الخاصة به وفضل الاستمرار في اللعب لحبه الكبير لهذه الرياضة واستمرار استمتاعه بها حتى النهاية .

يمكن أيضاً اعتبار النجم الاسباني من أكثر اللاعبين انفتاحاً على الثقافات الأخرى حيث امتلك الشجاعة للانتقال إلى ألمانيا أولاً ثم قطر ثانياً وأمريكاً آخيراً ، وجميعها مختلفة كل الاختلاف عن اسبانيا أو أية دولة لاتينية أخرى كالبرتغال أو إيطاليا. وفي هذا حس احترافي وكروي عال وفهم لفلسفة كرة القدم التي تعتبر لغة عالمية تلغي كل الحدود ، ويكفي أن تتقنها لتتواصل مع جميع الناس. وبلعبه في ألمانيا أولاً والدوري الأمريكي للدرجة الثانية نفى فكرة اللعب من أجل المال في المقام الأول  بعد انتهاء المشوار  وأظهر تصميمه على البقاء في الواجهة الأوروبية عندما لعب مع شالكة و كان يستطيع بكل بساطة أن  في الدوري الروسي أو الدوري الأمريكي للدرجة الأولى أو على الأقل الانتقال إلى قطر منذ البداية واللعب فيها حتى الاعتزال ، ووقتها كانت الأموال لتغدق عليه أضعافاً مضاعفة مما هي عليه الآن .

لطالما رافق الجدل مسيرة راؤول مع ريال مدريد، فالنجم الاسباني الذي ترعرع في أحضان الملكي قاده لأبرز الانتصارات على الصعيدين المحلي والقاري كما سبق وأسلفنا ، لكنه بالمقابل فشل في قيادة اسبانيا لأي نجاح مهم بل على العكس حيث لازمت صفة فريق التصفيات منتخب مصارعي الثيران في فترته حيث كان الاسبان يتألقون في تصفيات أية بطولة ويفشلون في نهائياتها . والأنكى من ذلك أن أول قطرات غيث التطور الاسباني جاءت بعد استبعاده من بطولة كأس الأمم الأوروبية عام ٢٠٠٨ حيث افتتحت بها اسبانيا سجلها الذهبي الذي استمر حتى ما بعد العام ٢٠١٢ وكلها في غيابه . لكن الاسطورة الاسبانية امتلك من الحكمة ما يمكنه من تجاوز كل هذا الحديث واستمر في حبّه لمهنته ورياضته ، فكان مثالاً يحتذى في سلوكه الرياضي والأخلاقي على مدى السنوات .

المصدر: سوبر الرياضي