الحدث - وكالات
يعتبر المستوطن ميخائيل بن حورين أحد غلاة اليمين المتطرف الإسرائيلي، ورغم أنه يستوطن في هضبة الجولان المحتلة حاليا، إلا أنه استوطن بداية في كتلة 'يميت' الاستيطانية في سيناء، وبعد ذلك في قطاع غزة، وفي العام 1989 أعلن عن 'دولة يهودا'، التي بموجبها يتم منح حكما ذاتيا للمستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكتب حغاي سيغال، وهو ناشط اليمين المتطرف وعضو التنظيم الإرهابي اليهودي السري الذي تم كشفه في الثمانينيات، في مقاله الأسبوعي في صحيفة 'ماكور ريشون'، اليوم الجمعة، أن زميله بن حورين أصدر كتابا، مؤخرا، وأن هذا الكتاب خال من أية رقابة ويوزعه بشكل شخصي ومحصور، ويتناول فيه إخلاء مستوطنات 'يميت' في سيناء في أعقاب اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر.
ويقول بن حورين في كتابه إنه خطط لمنع الانسحاب من سيناء بجسده، ويعترف بأنه كان ينوي اغتيال الرئيس المصري، حينذاك، أنور السادات، معتقدا أنه بحال رحيل السادات لن يُنفذ الانسحاب. وكتب أنه 'اعتقدت أن كل هذه القصة هي لعبة رجل واحد، وبرحيله عن العالم سيتوقف الوباء عن التقدم'. وأضاف أنه 'اشتريت منظار قناصة ملائم التي بحوزتي'.
وتابع بن حورين أنه تدرب على تنفيذ الاغتيال في منطقة القدس. وقد نصحه زميل له، لم يذكر اسمه، بأن يستشير الحاخام تسفي يهودا كوك، الذي اعتبر في حينه كبير حاخامات التيار الصهيوني – الديني، وكان قد بلغ من العمر أكثر من 90 عاما.
ووثق بن حورين في كتابه المحادثة مع الحاخام كوك: 'جئت إلى بيته ودخلت إلى غرفته'، وقال للحاخام إن 'شخصا ما يريد أن يحل مشكلة السادات، عميل النازيين، المعادي للسامية العنيد، كاره إسرائيل'. ورد الحاخام بأنه لا يسمع بن حورين، وربما أنه لم يسمع فعلا أو أنه لا يريد سماع أقوال كهذه. فقال بن حورين إن 'شخصا ما يريد قتل السادات'، وقد سمع الحاخام ذلك مطلق'، لكن بن حورين تعمد التظاهر بأنه لا يسمع ما يقوله الحاخام.
وأكد بن حورين أنه رغم معارضة الحاخام كوك إلا أنه كان مصرا على اغتيال السادات. وبعد شهرين من توقيع اتفاقية السلام، زار السادات إسرائيل في نهاية أيار العام 1979، وبين الأماكن التي زارها كانت مدينة بئر السبع. وقرر بن حورين انتهاز الفرصة خلال توجهه إلى الخدمة في قوات الاحتياط بمنطقة الجنوب، لكنه أشار إلى أنه صادف مشكلتين: الأولى هي أنه أبقى منظار القناصة في بيته بمستوطنة في الجولان، والثانية هي أن الحراسة في المنطقة التي سيلقي السادات خطابا فيها كانت مشددة للغاية.
ومضى بن حورين أن 'السادات كان على المنصة، ولا يوجد أي احتمال لإطلاق النار عليه. وجميع البيوت المحيطة بالمكان وأسطحها كانت مغطاة بالجنود ورجال الأمن. ليس ثمة طريقة للقنص. ويتزاحم في الشوارع آلاف الأشخاص لمشاهدة مجيء ’مسيح السلام’'.
بعد ذلك بسنتين ونصف اغتيل السادات على أيدي عضو تنظيم 'التكفير والهجرة'، خالد الإسلامبولي. ولم يتخلص بن حورين من منظار القناصة الذي بحوزته إلا بعد اغتيال رئيس حكومة إسرائيل، يتسحاق رابين، في العام 1995، وذلك لأنه خشي من تفتيش قوات الأمن لبيته.
وقال بن حورين لسيغال إنه لا يخشى من أن تسبب اعترافاته هذه مشاكل له لأنه أصبح يسري عليها قانون التقادم.
ويشار إلى أن بن حورين هو الذي وضع شعارات اليمين مثل: 'مجرمو أوسلو إلى المحاكمة' و'لا يوجد تفويض لرابين' بالتوقيع على اتفاقيات ، وغيرها.
كذلك ألف بن حورين كتاب 'باروخ الرجل الشجاع' عن السفاح باروخ غولدشطاين الذي ارتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي في العام 1994، ويكتب مقالات يعبر فيها عن أفكار حركة 'كاخ' الفاشية الإرهابية.
المصدر عرب 48