الجمعة  20 أيلول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لماذا يتصارع الجميع على سد الموصل؟

2014-08-20 09:45:50 AM
لماذا يتصارع الجميع على سد الموصل؟
صورة ارشيفية
الحدث- الإنديبندنت
 
استعادة سد الموصل في العراق من المتشددين الإسلاميين هو أول انتصار كبير للقوات الحكومية التي تدعمها الغارات الجوية الأمريكية. وخلال إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن نجاح هذه المهمة، قال إن تهدم السد كان سيسبب “كارثة إنسانية”.
 
هذا السد هو الأكبر في العراق، ويوفر المياه لجزء كبير من محافظة نينوى. إلا أن قدرته الهائلة هذه على تخزين أكثر من 12 مليار متر مكعب من المياه، هي السبب الرئيس أيضًا في جعل انهياره أمرًا خطرًا جدًا.
 
استبيان عسكري أمريكي، في عام 2006، أطلق عليه “السد الأكثر خطورة في العالم”، والسبب هو أن انهيار جدار هذا السد سوف يطلق العنان لموجة مائية بارتفاع 20 مترًا تغمر مدينة الموصل، وتمحو بعيدًا أي شيء في طريقها. حدوث هذا، وهو ما حذرت منه رسالة أمريكية موجهة إلى الحكومة العراقية، قد يؤدي إلى مقتل قرابة نصف مليون من سكان المدينة، البالغ تعدادهم 1.7 مليون.
 
وكان الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن ومدير وكالة المخابرات المركزية، قد حث رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، في عام 2007، على أن يأخذ موضوع إجراء الإصلاحات في السد كأولوية وطنية. وكتب بترايوس في رسالته تلك: “أي فشل كارثي في سد الموصل سوف يؤدي إلى حدوث الفيضانات على طول نهر دجلة وصولًا إلى بغداد”.
 
الحكومة العراقية رفضت هذه المطالبات في ذلك الوقت، واعتبرتها “عارية عن الصحة تمامًا”، مشددةً على أن السد في أحسن حال، ويتم الاعتناء بصيانته بشكل جيد، وبأنه لم يكن هناك ما يدعو للقلق.
 
لكن، ووفقًا للتقييم الأمريكي، سيطرة الدولة الإسلامية على منطقة السد في بداية شهر أغسطس/آب، وضعت في يدهم ما يمكن مقارنته بسلاح من أسلحة الدمار الشامل. حيث إنه، وفضلًا عن الكارثة المحتملة على طول نهر دجلة، السد هو المصدر الأساسي لتوليد الطاقة بالنسبة لشركة الكهرباء الوطنية العراقية، ولديه قدرة على توليد طاقة كهربائية لملايين المنازل. السد يقوم أيضًا بتغذية أنظمة الري في جميع أنحاء المنطقة، والمحافظة على توازن مستويات مياه النهر ومنع حدوث الفيضانات.
 
ومثّل السد مشكلةً بالنسبة للمهندسين العراقيين منذ أن تم بناؤه في عام 1984، كأحد مشاريع صدام حسين المدنية لدعم نظامه خلال الحرب مع إيران؛ لأن أساساته تتكون من الجبس القابل للذوبان، يحتاج السد إلى صيانة مستمرة لسد التشققات التي تحدث في الخرسانة.
 
وكشف تقرير أعده المفتش العام الخاص بإعادة إعمار العراق في عام 2007، عن أن مشروع دعم عمليات صيانة السد، والذي مولته الولايات المتحدة بتكلفة 13 مليون جنيه استرليني، لم يحقق “تقدمًا يذكر أو أي تقدم على الإطلاق”. وما زالت أمريكا متخوفة على ما يبدو حيال قدرة السد على الصمود، حيث قال المتحدث باسم البنتاغون، الكولونيل ستيف وارن، يوم الاثنين، إن الولايات المتحدة ليس لديها أي معلومات تشير إلى احتمال حدوث فشل وشيك في السد، ولكنها عازمة على منع وقوع هذا الاحتمال.