الحدث- طولكرم
استضافت جامعة القدس المفتوحة وبالتعاون مع الصالون الثقافي الكرمي في طولكرم اليوم الثلاثاء، الأديب والكاتب الروائي زياد عبد الفتاح، في لقاء ثقافي لمناقشة مجموعته القصصية 'البحر يغضب'، التي صدرت عن الرعاة للدراسات والنشر.
وتحدث عبد الفتاح عن محطات هامة في حياته لها الأثر الكبير على مؤلفاته وكتاباته، معرباً عن سعادته بلقاء مجموعة من مثقفي محافظة طولكرم التي هي مسقط رأسه ومهد طفولته، مشيداً بالحركة الثقافية في المحافظة وبمستوى روادها واهتماماتهم.
وقدم نبذة عن الرواية التي تضم اثنتين وثلاثين قصة وحكاية إنسانية قصيرة حدثت خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، أهداها إلى أرواح الشهداء، مشيراً إلى أنه في بداية العدوان كان في رام الله ما لبث أن تركها رغم تحذيرات أصدقائه ببقائه في مكانه خوفاً عليه إلا أنه أصر على السفر إلى غزة ليواكب الأحداث، خاصة أنه عانى حروباً من قبل في بيروت وفي الضفة وغزة.
وقال عبد الفتاح في بداية الرواية، 'بدأت أكتب قصصاً وحكايات من قلب الجحيم وحاولت جهدي أن تخرج في توقيت لا تكون فيه الحرب قد حطت رحالها الفادحة، فأنا أريد الذاكرة طازجة حتى في أرواح الشهداء، الذين استشهدوا دون أن يتوقعوا أو يتحسبوا أو يلتقطوا لحظة موتهم، كل الذين في غزة في القطاع الضيق من أقصاه إلى أقصاه كانوا مرشحين للشهادة وكل البيوت والشقق والأبراج كانت أهدافاً شيئاً فشيئاً'.
وقرأ عبد الفتاح بعض القصص ضمن الرواية منها: حلاق، والبضاعة وصلت بسلام، حكاية حزينة.. ولكن، كما قرأ بعض ما كتبه في روايته 'ورق حرير'.
وقال عندي هم ثقافي حينما أرى طلابنا وأبناءنا وصغارنا وشبابنا لا يهتمون بالقراءة وتثقيف أنفسهم يصيبني انزعاج أكثر من ما يصيبني على أي صعيد وطني آخر، وأنا أفتش وجدت أن الكثير من الناس لا يعرفون فلسطين والقرى المهجرة، عندنا أكثر من 500 قرية مدمرة ومهجرة، فأعدت الكتابة عن عدد من القرى بالحكاية حتى أقربها لأذهان الشباب، ومنها قصة كتبتها مؤخراً مغزاها عالي عن قرية (معلول) المهجرة التي تقع تحت الناصرة قريبة من البحر.
وكان افتتح اللقاء الإعلامي معين شديد، الذي قدم نبذة عن مسيرة الأديب النضالية والأدبية، حيث قال إن زياد عبد الفتاح كاتب روائي وقاص فلسطيني، من الرعيل الأول الذي عاش سنوات الحرب والمقاومة، لم يترك وطنه ويغادره، وأنشأ وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية 'وفا' مع الزعيم الراحل ياسر عرفات، وتفرغ في الآونة الأخيرة في تاريخ تلك الفترة، وقدم روايته ورق حرير.
بدوره، رحب الدكتور زياد الطنة باسم رئيس جامعة القدس المفتوحة بالأديب عبد الفتاح، مؤكداً أن احتضان مثل هذه اللقاءات الثقافية هي من ضمن سياسة الجامعة وبتوجيه من رئيس الجامعة، وهي ترمي إلى خلق حالة من التواصل الايجابي بين الجامعة والمجتمع المحلي.
وفي نهاية اللقاء، قدم رئيس لجنة الزكاة المركزية في طولكرم المحامي غازي الحاج قاسم، مجموعة من الروايات كهدايا للمشاركين لتشجيعهم على القراءة .