الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

طول النفس التفاوضي

2014-08-20 04:12:12 PM
طول النفس التفاوضي
صورة ارشيفية
رولا سرحان
 
من أشهر المفاوضات في التاريخ العربي تلك التي جرت بين صلاح الدين الأيوبي وريتشارد قلب الأسد التي انتهت بصلح الرملة، وبدأت بوصول ريتشارد إلى الشرق بينما المعارك طاحنة حول عكا حين بعث ريتشارد رسوله إلى صلاح الدين ليجتمع به فرفض الأخير دون أن يكون هنالك أساسٌ للتفاوض للانطلاق منه. وهذا التاريخ الذي يُتعلم منه يجب أن يضع أساساً لمفاوضات التهدئة  في القاهرة، فما جرى ويجري الآن من مفاوضات غير مباشرة هي وضع أساس للانطلاق منها،  فنحن اليوم نريد الميناء والمعابر ورفع الحصار عن غزة، ومن ثم سنريد الممر الآمن بين الضفة وغزة، والسيادة الكاملة على المناطق "ب" و "ج"، والسيادة على القدس والحدود، ومواردنا الطبيعية، ولاجئينا ودولتنا.
 

هذه ليست المرة الأولى التي يتفاوض فيها الفلسطينيون والإسرائيليون، لكنها المرة الأولى التي نشعر فيها كمواطنين، أن هنالك تمسكاً بحقوقنا، وأن المفاوض الفلسطيني لا يخذلنا. وليس مهماً أن تنتهي جولة المفاوضات في القاهرة حول التهدئة دون نتائج وتبدأ أخرى لأن طول النفس مطلوب لتحقيق المكاسب؛ ففي استراتيجيات التفاوض هنالك منهج يعتمد على استراتيجية إنهاك الطرف المقابل إما باستنزاف وقته عن طريق تطويل التفاوض لتغطي أطول وقت ممكن دون أن تصل المفاوضات إلا إلى نتائج محدودة لا قيمة لها، أو أن يكون التفاوض في سبيل استنزاف جهد الطرف الآخر إلى أشد درجة ممكنة. وهذا كله يجب أن يكون الوفد الفلسطيني واعياً له تماماً، وأن يستخدمه في ضد الإسرائيلي.