يا حُسَيْنُ..
يا سِبْطَ أمِّ الحقائقِ،
المحمّديةِ الاسمِ،
والجوهر.
أنتَ منها
وهيَ منك.
فحَسْبُكَ الاسمُ
والنسبُ.
وحَسْبُكَ أنكَ من روحِ الأرواحِ
في القِدَمِ.
ثائرًا في معاركِ الأَزلِ،
قائدَ عِراكِ الوجودِ مع العدمِ.
بتعيّنكَ،
شُرعت الثورةُ،
شراعًا للسائرينَ
في الجهاديْنِ.
يا نفسُ جودي
بِحُكْمِ النّحرِ على نفسي
يا جسدُ اعتدل
في صفّ السالكينَ على الصراطْ
المصوّبينَ سهامَ الفتحِ إلى قلوبهمِ
فداءً للعشقِ
يا عشقُ اتّقد في حبِّ الحسينِ
وفي دربِ الحسينِ
وانتظر مِنّةَ الأُنسِ
وارتقب هبةَ الوصلِ.
فيك ومنكَ
كنزُ الصفات
حَسَنٌ أخيكَ
وانتَ الحُسْن الحُسَيني
فيا قلبي
أحسن النظمَ والفهمَ
والحبَّ والبكاء
على من ذُبِّحوا
وشُرَّدوا في البلادِ
يا قلبُ
في رحابِ الحسينِ
تعلّق وتقّلب
وكنْ ربّانيًا
خالصًا للسرِّ
من برزخ البرازخ
تطلّ بسرّ الاسم
أسدَ الولايةِ
له الحكمُ وهو الذبيحْ
له فعلُ التاريخِ وهو أزلٌ
وهو الزمنُ الأسير
وهو الفداء
على بابكِ
مولايَ
يقفُ العارف
يحتارُ ويبكي
صدرهُ خِزانةُ العلوم
ويقول: لا يكفي!
أنا المسكينُ يا سِبْطَ الكريم
أَنْعِم يا ابنَ بابِ مدينةِ العلمِ
على الكسيرِ
بنفحةِ السرِّ
بالشفاعةِ يا حسين
لحُسنِ خاتمتي
على بابكِ
علّقتُ قلبي
انصرفتُ لدنيايَ وأسري
بكيتُ حين أعجزني الكلام
اختنقتُ في أسرِِ جسدي
أتوق للّقاء.. ولا أدري .. ولا أروح .. ولا أجيء.. ولا أمشي!
يا لقاء الأرواح لا يحملكَ شِعرٌ
ولا يُفصّلكَ قولُ
فما الذي يقال يا حسينَ الجلال
وما الذي لا يقال؟
يا حسينُ أتوه أنا أتوه
في برازخك المتلونة بين الأضداد أتوه.. وأبكي .. وأضحك.. وأفديكَ يا حسين بأهلي..
كَرَمٌ أنتَ
أم ضرْبٌ لأعناق الظُّلَمِ؟
منّانٌ أنتَ
أم قبضٌ على جوهرِ السرِّ؟
ثائرٌ أنتَ
أم طفل يتيهُ دلالًا في حضن السيد الأولِّ؟
مَدُّ الكلام أنتَ
أم جَزْرُ البيانِ عن القولِ؟
شوقٌ ليس كالشوقِ
يا حسين أشتاقُ
إلى ثورةٍ
تحررُّ نفسي من نفسي
أبكيكَ الآن
أم أبكي التاريخ النازف
والبلاد
فأنتَ أنتْ
وأنت التاريخُ
وانت البلاد
فشرّع لها يا حسين
شرّع لها
طريقَ الخلاص
.....