الحدث - آيات يغمور
في سنتها الرابعة والأخيرة، تتغيب فاطمة عن جامعتها لليوم الثالث على التوالي، فالحواجز التي نصبتها قوات الاحتلال، حالت بينها وبين مقعدها الدراسي.
وحال فاطمة هو حال 15 ألف طالب وطالبة تحتضنهم جامعة القدس (أبو ديس)، والتي شهدت هذا العام اقتحامات متتالية من قوات الاحتلال ليسقط من بين طلابها شهيد، والعديد من الجرحى.
عميد شؤون الطلبة في جامعة أبو ديس، عبد الرؤوف السناوي، شرح لـ "الحدث" الصعوبات النفسية والمادية والرحلة الشاقة التي يتكبدها الطالب للوصول إلى جامعته، فبحسب السناوي: "فإن الطالب يقضي ساعات طويلةً بين الحواجز العسكرية وبين أزمات المواصلات، فضلا عن الأذى النفسي الذي يلحق به إذا ما رأى زميلاً له مصاباً أو شهيداً".
عواملُ عديدة واجهتها جامعة القدس، بسبب موقعها الجغرافي القريب من الحواجز العسكرية، وعلى رأسها حاجز جبع، جعلت نسبة الغياب بين صفوف الطلبة تصل إلى الخمس؛ أي ما يقارب 20% من الطلبة يعانون من الغياب الإجباري.
وحول حجم الغياب والضرر المترتب عليه أكاديمياً، قال المتحدث باسم مجلس اتحاد طلبة جامعة أبو ديس، مهدي مناصر، لـ "الحدث" إن التحصيل الأكاديمي في تراجع مستمر وملحوظ، نتيجة الأحداث السياسية الصعبة التي يفرضها الاحتلال، والتي يعاني منها بشكل أساسي طلبة القرى الواقعة شمال غرب القدس.
هل من حلول ؟
وعن إمكانية إيجاد حلول لهذه المسألة، قال مناصر: "عقدت الجامعة مجموعة من الاجتماعات الطارئة لإيجاد حلول مناسبة تساعد الطلبة المتضررين الذين ارتفعت نسبة غيابهم عن الحد المسموح به".
ومن أبرز هذه الحلول التي أشار لها هو إمكانية : "اللجوء للصف الإلكتروني، هذا الحل البديل للطلبة الذين يصعب تواجدهم الفعلي في المكان، وهو ما سيضمن تسجيل التواجد الافتراضي للطلبة ويضمن حصولهم على المعلومة المرجاة كغيرهم من الطلبة".
أما الحل الثاني، فيتمثل بإعادة جدولة الامتحانات النهائية والعطل الرسمية، مشيراً إلى تمديد فترة الامتحانات إلى ثلاثة أسابيع، الامر الذي يتطلب تقليص عطلة عيد الميلاد إلى يومين الأول في 25 من الشهر الجاري والثاني يوم رأس السنة الميلادية.
وتحاول إدارة الجامعة من خلال مجلس اتحاد الطلبة وأمناء الجامعة والهيئة التدريسية، وضع خطة طوارئ لتفادي استمرار التراجع الأكاديمي، ولتقليل الضغوطات النفسية التي يعاني منها الطالب، من خلال جدول امتحانات بديل يمكن الطلبة من الامتحان على مدى أطول ويمكنهم من إعادة الامتحان في وقت لاحق إذا ما واجهتهم صعوبات في الوصول إلى الجامعة.