الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

محللون: كافة السيناريوهات واردة بعد انهيار التهدئة في غزة

2014-08-21 10:39:44 PM
 محللون: كافة السيناريوهات واردة بعد انهيار التهدئة في غزة
صورة ارشيفية

الحدث -  علا عطاالله

قال مراقبون، إن كافة الاحتمالات ورادة لما ستؤول إليه الأوضاع في قطاع غزة عقب انهيار التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل وفشل مفاوضات القاهرة في التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
واتفق محللون في أحاديث منفصلة لـ"الأناضول"، بأنّ الأوضاع في قطاع غزة، وفقا لتغير المشهد السياسي، والواقع الميداني لتفاصيل المعركة على الأرض، قد تحمل أكثر من سيناريو قادم، وتجعل من التحليل لما هو قادم "غير متوقع" و"ضبابي"، وفق تأكيدهم.
واستأنف الجيش الإسرائيلي مهاجمة أهداف فلسطينية في قطاع غزة ردا على ما قال إنه "اختراق التهدئة وتجدد إطلاق الصواريخ على جنوبي إسرائيل".
وانتهى التعليق المؤقت لإطلاق النار لمدة 24 ساعة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، الساعة (00:01) منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، دون الإعلان عن تمديده، وسط اتهامات متبادلة باختراقه.
وغادر مطار القاهرة الدولي، صباح يوم الأربعاء، أعضاء من الوفد الفلسطيني إلى المباحثات غير المباشرة مع إسرائيل، بعد انهيار الهدنة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
يأتي ذلك بعد أن كان الوفد الإسرائيلي المفاوض، قد غادر القاهرة، يوم الثلاثاء، بعد تلقيه أوامر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمغادرة، إثر "إطلاق صواريخ من قطاع غزة على بلدات إسرائيلية"، وهو ما لم تعلن أية جهة فلسطينية مسؤوليتها عنه.
وعلى مدار أكثر من أسبوعين، احتضنت القاهرة، مباحثات غير مباشرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، تخلل تلك الفترة التوصل إلى 4 اتفاقيات تهدئة كان آخرها صاحبة الـ24 ساعة التي تم خرقها قبل أن تنتهي في موعدها المقرر منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء.
وقدم الوفد الفلسطيني خلال مباحثات القاهرة، عدة مطالب أبرزها وقف إطلاق النار، ورفع الحصار عن قطاع غزة، بينما طالبت إسرائيل بنزع سلاح المقاومة، وهو ما رفضته الأخيرة.
ويقول "عدنان أبو عامر"، محاضر العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، إن "المشهد السياسي يزداد تعقيدا ساعة بعد أخرى".
ولا يتوقع أبو عامر، أن تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه خلال الأسابيع القليلة الماضية، من حيث قسوة القصف الإسرائيلي، والقيام بعمليات برية، إلا أنه في ذات الوقت لا يستبعد أن تطول المعركة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني وتتحول إلى مرحلة "الاستنزاف".
وتابع: "الأمور لا تبدو واضحة، ومن الواضح أن إسرائيل داخليا لا تُدرك ماذا تريد من المعركة، وبالتالي هذا يزيد من احتمالية أن نرى في كل يوم سيناريو، وقد ندخل في حرب استنزاف طويلة، وأن نبقى في دائرة (الرد) الذي يقابله (رد آخر)".
ويرى أبو عامر، أن الفصائل تريد في هذه المرحلة خوض معركة "عض الأصابع"، وتحسين شروط التفاوض.
ولا يستبعد مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، أن يعود الوفدان إلى طاولة المفاوضات من جديد، للتباحث بشأن اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
وأضاف أبو سعدة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يدرك أن استمرار الحرب على غزة، سيعطّل مستقبله السياسي، ويذهب به نحو الهاوية.
وتابع: "لا حل أمام نتنياهو سوى أن يُنهي هذه الحرب، فالخسائر الاقتصادية جراء قصف المقاومة للبلدات والمدن الإسرائيلية يزداد يوما بعد آخر، والحراك الدولي، كلها أمور قد تعيد الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة من جديد".
ويتفق أبو سعدة، في أن كافة السيناريوهات واردة، في ظل ضبابية المشهد السياسي.
واستدرك بالقول: "وقد تتدهور الأمور لتذهب إلى عملية عسكرية قاسية ضد حركة حماس، وقطاع غزة".
ويرى أبو سعدة، أن فصائل المقاومة لن تقبل بالعودة إلى المربع الأول، دون أن تُحقق إنجاز سياسي أو ميداني، وهو ما يزيد من تعقيد الأمور وفق قوله.
من جانبه، لا يتوقع "تيسير محيسن" الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن تكون جولة الصراع القادمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين "قوية وعنيفة" كما كانت عليه سابقا.
وتابع محيسن: "أنا أرى أنها ستكون مدروسة، لإجبار إسرائيل للعودة مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات".
ووفق محيسن، فإن "الساعات القادمة قد تشهد تصعيدا إسرائيليا يقابله نوع من الضغط الدولي والعربي، لمنع تدهور الأمور سياسيا وميدانيا".
ويرى "هاني البسوس" أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة، أنه "ما من سيناريوهات واضحة، لما تحمله الساعات والأيام القادمة".
وتابع البسوس: "المشهد ضبابي، والأمور داخل الحكومة الإسرائيلية معقدة، وما من قرار موحد واليمين يضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لهذا تبدو كل الخيارات مطروحة، ولا يمكن استبعاد سيناريو، كأن تقوم إسرائيل بتوسيع عمليتها البرية".
وشرّعت إسرائيل قبل 45 يومًا، بشن حربٍ على قطاع غزة أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد"، أدت إلى مقتل 2051 فلسطينيا، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة نحو 10 آلاف آخرين.
 
المصدر: الأناضول