الحدث - محمد مصطفى
ذكر مسؤول محلي في بلدية رفح جنوب قطاع غزة، أن الآثار الخطيرة لاستمرار ضخ مياه البحر المالحة من قبل السلطات المصرية تتزايد بصورة سريعة، موضحاً وجود مؤشرات على بدء تلوث المياه الجوفية العذبة، خاصة في بعض الآبار التي تقع جنوب غرب مدينة رفح.
وأكد المهندس أسامة أبو نقيرة، رئيس لجنة الطوارئ في بلدية رفح، في حوار خاص ب"الحدث"، أن الجهات المعنية لاحظت حدوث تزايد سريع في ملوحة بعض الآبار الارتوازية، التي تستخدمها البلدية ومصلحة المياه في إمداد الأحياء السكنية بمياه الشرب، وهذا دليل على أن مياه البحر التي تضخ على مدار الساعة جنوب رفح، بدأت بالفعل تصل إلى الخزان الجوفي، وهو ما كانت حذرت منه البلدية في وقت سابق.
وأشار أبو نقيرة إلى أن استمرار الضخ بهذا المعدل المقلق، سيزيد من الأضرار، وستزداد نسبة ملوحة بعض الآبار في مناطق أخرى، وتدريجياً ستتلوث المياه العذبة في كافة أرجاء مدينة رفح، وسيصبح هناك كارثة بالفعل.
تزايد الانهيارات
وفيما بخص الانهيارات الترابية، والانجرافات في التربة، أكد أبو نقيرة أن وتيرة هذه الانهيارات باتت تزيد على نحو مقلق، فبعد أن كان يحدث يومياً انهيار أو اثنين، الآن زاد المعدل، وباتت عدد الانهيارات في اليوم الواحد يزيد على عشرة، خاصة في منطقة صلاح الدين، وحي آل قشطة، وقرب حي البرازيل.
ونوه إلى أن زحف الانهيارات في اتجاه الشمال يتواصل، وهذا دليل على أن المياه تتقدم تجاه العمران تدريجياً، بعد تشبع التربة في المناطق الحدودية بها.
وأكد أبو نقيرة أن وتيرة ضخ المياه في باطن الأرض تزايدت مؤخراً، وهذا سيجلب مزيد من الكوارث على سكان جنوب رفح، ومن الممكن أن يؤثر على المباني والمنازل.
وطالب أبو نقيرة المواطنين من سكان الشريط الحدودي، إبداء أكبر قدر من الحذر، وتجنب الوصول للمناطق التي شهدت ضخ للمياه، حتى ولو لم تحدث فيها انهيارات، فالأخيرة قد تقع في أية لحظة، معرباً عن اعتقاده بأن باطن الأرض أصبح بمثابة بحيرة عائمة من المياه، والقادم بحسب اعتقاده أصعب.
وكان الجيش المصري شرع قبل عدة أشهر، بحفر أحواض مائية عميقة للاستزراع السمكي على طول الحدود مع قطاع غزة، تمهيداً لغمرها بمياه من البحر الأبيض المتوسط بهدف تدمير الأنفاق.