الحدث- رام الله
نظم "معهد بحوث الأمن القومي"، التابع لجامعة تل أبيب، اليوم الثلاثاء، ندوة تحت عنوان “إيران ما بعد الاتفاق النووي.. ماذا بعد؟”.
وشهدت الندوة مداخلات منها كلمة لـ “عاموس يدلين” مدير المعهد، ومن كان يتولى منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي، في الفترة (2006 – 2010) ، أشار خلالها إلى أن “إيران مازالت الخطر الحقيقي ضد إسرائيل”.
ولفت “يدلين” في كلمته إلى أن الخطاب الشعبي والإعلامي في إسرائيل، “يحاول تحويل دفة الحديث عن المخاطر المحدقة بإسرائيل صوب تنظيم (داعش)، لكن الخطر الإيراني يعتبر هو الخطر الوجودي الوحيد الموجه ضد إسرائيل”، مشيرا إلى أن “خطر تنظيم الدولة الإسلامية لا يقارن بالخطر الذي تشكله إيران”، على حد قوله.
وتابع “يدلين” أن موقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو معروف، ويميل إلى أن الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى كان اتفاقا سيئا، أعادنا إلى ما يشبه حقبة الحرب العالمية الثانية، بينما هناك آراء تعتبر أن الاتفاق جيد، مضيفا أنه “لا يتفق مع موقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بأن الاتفاق أعادنا إلى الحقبة المُشار إليها، ولكنه يعتبر أن الاتفاق إشكالي وغير جيد”.
وذهب مدير معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي إلى أن الأسئلة المُلحة حاليا هي: “ما هي الإجراءات التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل منذ التوقيع على الاتفاق في تموز/ يوليو الماضي؟، وكيف استعدتا لمواجهة المخاطر الكامنة في هذا الاتفاق؟، وماذا سيحدث إذا لم تتغير طبيعة النظام الإيراني بعد عقدين من الآن؟”. كما تساءل “يدلين” عن “طبيعة الاستعدادات الإسرائيلية والأمريكية لمواجهة المساعي الإيرانية لزعزعة استقرار الشرق الأوسط”، على حد تعبيره.
واعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي سابقا أن الميزة النوعية التي كانت حكرا على إسرائيل تلقت ثلاث ضربات منذ التوقيع على الاتفاق النووي، وقال إن “أولى هذه الضربات ما يتعلق بالتعويضات التي حصلت عليها الدول العربية المعتدلة نتيجة للاتفاق، والثانية تلك التي تعلق بالفائض المالي الذي ستحققه إيران وتستغله في تطوير قدراتها العسكرية التقليدية (غير النووية).
وعن الضربة الثالثة التي تلقتها ميزة التفوق النوعي الإسرائيلي، أشار “يدلين” إلى أنها تتعلق برفع العقوبات الإقتصادية عن طهران، ما يعني دفع الصناعات العسكرية لديها وبدء سباق تسلح يسعى خلاله الجميع للتفوق على الآخر”.
ولكن مع ذلك، يعتقد “يدلين” أن ثمة ميزات أيضا، من بينها الفترة الزمنية التي تمتلكها إسرائيل خلال سنوات تجميد البرنامج النووي الإيراني نسبيا، وقال إنه “ينبغي عليها أن تقوم ببناء قوتها العسكرية والدبلوماسية، بحيث تصبح بعد 20 عاما قوة لا تستطيع إيران أن تشكل تهديدا ضدها”.
المصدر: شبكة ارم الاخبارية