الحدث - غزة
يتخوف مواطنون من سكان المناطق المحاذية للحدود بين قطاع غزة ومصر، من وصول الانهيارات الأرضية الناتجة عن ضخ الجانب المصري لكميات كبيرة من المياه داخل أنفاق التهريب أسفل الشريط الحدودي، لمنازلهم ما سيؤدي لتدميرها.
وبدت المنطقة الحدودية في مدينة رفح أقصى جنوبي القطاع، أشبه بمستنقع، خال من الحياة، بسبب الانهيارات الأرضية الواسعة، وكميات المياه الكبيرة الموجودة في المنطقة، بسبب ضخ الجيش المصري لمياه البحر داخل الأنفاق في محاولة لتدميرها.
وتعمل بعض الآليات الفلسطينية، في فترات متقاربة على إغلاق الحفر، الناتجة عن انهيار بعض الأنفاق بسب المياه المصرية، خشية توسعها، ووصولها إلى المنازل التي تبعد مئات الأمتار عن الحدود.
وتسببت الانهيارات الأرضية في المنطقة الحدودية، بإغلاق طرق تستخدمها الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالقطاع لتأمين الحدود، وسقوط أجزاء من الجدار الخرساني، والأسلاك الشائكة، بحسب ما روى شهود عيان، لمراسل "الأناضول".
وقال المواطن "فوزي"، إن انهيارًا أرضيًا وقع، أمس الأحد، في أرض ملاصقة لمنزله الذي يبعد نحو 500 متر عن الحدود المصرية.
وأعرب "فوزي" في حديث لـ"الأناضول"، عن خشيته من أن تمتد الانهيارات الأرضية لأسفل منزله ما سيؤدي لانهياره.
ودعا السلطات المصرية إلى التوقف عن ضخ المياه داخل الأنفاق، قبل أن تتسبب بتدمير عشرات المنازل القريبة من الحدود.
من جانبه، قال "أبو نعيم" (26 عاما)، وهو أحد عمال الأنفاق، لـ"الأناضول": إن "الأنفاق متوقفة عن العمل منذ الإنقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي، المنتخب، في يوليو/ تموز 2013، وقيام الجيش المصري بإنشاء منطقة عازلة قبل عدة أشهر".
وأضاف أبو نعيم "غمرت مياه البحر التي يضخها الجيش المصري على فترات متقاربة، معظم الأنفاق بشكل كامل، ما أدى لانهيار عدد كبير منها، وتسبب ذلك بحدوث انهيارات وحفر كبيرة، فتحولت المنطقة الحدودية إلى أشبه بمستنقع".
وأوضح أن الانهيارات في التربة تسببت بإغلاق الطريق المحاذي للجدار الحدودي المصري، الذي تسلكه دوريات قوات الأمن الفلسطينية.
وشدد على أن الأنفاق لم تشكل يوما خطرًا على أمن مصر، لأنها كانت تستخدم لإدخال بضائع وسلع غذائية ومواد بناء، تمنع إسرائيل إدخالها إلى القطاع.
وبدأت السلطات المصرية منذ نحو شهرين، بعملية ضخ مياه البحر، داخل بعض الأنفاق الحدودية المنتشرة أسفل الحدود بين مصر وغزة، في محاولة للقضاء على ظاهرة التهريب بالكامل، في خطوة لفرض السيطرة الكاملة على الحدود، وفرض الأمن، بحسب الجيش المصري.
وقالت وزارة الداخلية في غزة، في وقت سابق إن انهيارات أرضية وقعت في المنطقة الحدودية، بسبب ضخ المياه
وأدانت فصائل وبلديات ومؤسسات حكومية وأهلية في قطاع غزة ضخ المياه، واعتبروه يشكل خطرًا على البيئة والمستقبل المائي والعمراني بمدينة رفح.
وتفرض إسرائيل حصارًا على قطاع غزة، منذ فور حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في الانتخابات البرلمانية، عام 2006، ثم شددته في منتصف عام 2007.
كما تغلق السلطات المصرية معبر رفح البري، المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة، بشكل شبه كامل، منذ عام 2013، وتقول بأن فتحه مرهون باستتباب الأمن في شبه جزيرة سيناء المصرية.