فاروق القدومي
صمدت غزة العزة والكرامة العربية وستصمد وتقاوم حتى نزيل آثار الاحتلال البغيض عن أرض فلسطين التي احتلت إثر نكسة عام 1967 وسنجلي عن الأقصى والقيامة بني صهيون ونطهر الأرض من دنسهم، وسنصلي شيباً وشباباً بعد أن نحطم حواجز الحاقدين وجدارهم العنصري ونوقف عربدة الغرباء. صمدت غزة هاشم وقدمت القرابين وما تزال، أطفالاً ونساءاً وشيوخاً، ورجالاً عاهدوا الله على الشهادة أو النصر، صمدت غزة وانتصرت إرادة الجماهير، وواروا الشهداء الأبرار في الأرض الطيبة وارتقت أرواحهم الطاهرة إلى العليين في جنات الخلد مع الأنبياء والصدّيقين والشهداء، وهي تشكي الباري عز وجل تخاذل الأشقاء عن نصرتهم، إن في الامر ريبة بدأت ملامحه تتكشف لتظهر ما آل إليه التشرذم العربي بعدما ابتليت بما سمّي بالربيع العربي، والثورات الوهمية المخطط لها من دوائر عدوة.
يحاول العدو الصهيوني والتوابع ضرب المقاومة، وما علموا أن روح المقاومة قد زُرعت بجينات الأطفال، لذا يسعى دوماً العدو الحاقد إلى قتل الصبية والأطفال والرضّع، ولكن الأم الفلسطينية الصابرة ولاّدة، وما علموا أن ثقافة المقاومة والتاريخ الفلسطيني المجيد نبراساً يهتدي به شباب ورجال ونساء فلسطين.
فيا أيها المغفلون والغرباء، إن شعب فلسطين يملك الذاكرة والتاريخ ومتمسك بحقه بأرضه وتراثه ولن يحيد، فارحلوا، فليس لكم مكان عندنا وستبقى فلسطين عربية، إن آلات حربكم المهداة من الولايات المتحدة ودول أوروبية غربية لن تنفعكم، إنها لا تخيف شعباً أراد الحياة بكرامة وعزة ومتجذر في أرض فلسطين، كل فلسطين، وإن سماسرة القضية الوطنية لن ينفعوكم لأن الشعب الصامد عرف طريقه ومعه أشقاء مؤمنين بالمقاومة يناصرونه دوماً ولا يخذلونه.
أيها السماسرة، انفذوا بحياتكم قبل أن يدوسكم رجال وأطفال فلسطين، وكفى شعبنا مشاريعكم المأساوية والتصفوية، التي قدمت للعدو الصهيوني كل فلسطين؛ وشجعته على التوسع الاستيطاني وتهويد القدس عاصمة دولتنا فلسطين.
دم الشهداء ليس للمتاجرة، أنّات الجرحى ليست للمزايدة، الدمار والخراب لا يعوّض بالهبات والصدقات والسرقات، كفّوا أيديكم، فلن يحميكم أحد من غضب وثورة الشعب.
ويا أيتها الانظمة المتواطئة؛ ويا أيها التوابع، المقاومة لا تُكسر ورجالها لا يقهرون ودماء شهداءنا لهيب يحرق كل متواطئ لعين، لقد انتصرت إرادة شعب فلسطين وستنتصر معها المقاومة الباسلة، كما انتصرت المقاومة المجيدة في لبنان الشقيق.
وعاشت فلسطين
وزير خارجية فلسطين