الحدث- جميل عليان
بينما كانت الحرب على غزة في ذروتها، والمفاوضات حول آليات فك الحصار عن القطاع، تشير إلى تصلب الموقف الفلسطيني عند موقفه من إنشاء ميناء ومطار فلسطينيين، كانت معركة بحرية أخرى تدور رحاها على بعد آلاف الأميال.
كانت معركة موازية على ارصف موانئ مختلفة في الولايات المتحدة، وهي أكبر الداعمين لدولة إسرائيل، التي تفتح مستودعاتها العسكرية، ومنافذها الجوية والبحرية، للدولة التي ترفض حتى الآن إنشاء ميناء ومطار فلسطينيين.
وشهدت عدة موانئ أمريكية، مظاهرات منددة بإسرائيل، قام خلالها ناشطون من حملة مقاطعة الدولة العبرية، بمنع سفن إسرائيلية منإانزال حمولتها على رصيف الموانئ، مثل ميناء أوكلاند البحري، الذي حوصر لعدة أيام، لمنع شركة "زيم" من تفريغ حمولتها.
وحتى اليوم، بعد تجدد الهجوم الجوي على القطاع، وتوقف المفاوضات، ما زالت معركة الموانئ الأمريكية في أوجها.
وقال تحالف منظمات مقاطعة دولة الاحتلال في الولايات المتحدة إنه اطلق حملة لربط السماح للسفن الإسرائيلية بالتفريغ في الموانئ الأميركية بافتتاح ميناء غزة.
وانطلقت الحملة تحت هاشتاغ ( ميناء غزة أو لا موانئ لكم ).
ويعتبر منع نقابيين أميركيين متعاطفين مع الشعب الفلسطيني ورافضين للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة السفينة الإسرائيلية من تفريغ حمولتها في ميناء أوكلاند لأربعة أيام متتالية، أطول فترة منع تفريغ في الميناء.
وقد دفع المتظاهرون السفينة الإسرائيلية زيم حيفا للاتجاه نحو التفريغ في ميناء لوس انجلس حيث يتظاهر المتضامنون هناك اليوم لمنعها.
وذكر القائمون على هذه الحملة أن هناك سفينة إسرائيلية ثالثة هي زيم شيكاغو تحاول التفريغ في ميناء تاكوما بولاية واشنطن، إلا أنه تصدى لها محتجون على ما يجري في غزة، محاولين منعها من تفريغ حمولتها في الميناء.
وكان نحو خمسة آلاف متضامن في ميناء مدينة أوكلاند بكاليفورنيا قد تظاهروا في وقت سابق من الأسبوع الماضي لمنع السفينة التابعة لشركة ' زيم' الإسرائيلية من تفريغ حمولتها، ما اضطر السفينة للمغادرة والبحث عن ميناء آخر.
وفي سياق متصل، أعلنت عدد من النقابات العمالية التقدمية الأميركية في وقت سابق عن تنظيم فعاليات احتجاجية في ثلاثة موانئ في نيويورك، كاليفورنيا، وأوكلاند، لمنع سفن إسرائيلية من تفريغ حمولتها في الموانئ الأميركية، تعبيراً عن تنديدها بالعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والمجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد الأطفال والنساء والمدنيين في قطاع غزة.
ووفقا لما ورد لدائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية من الناشط الفلسطيني سنان شقديح منسق تحالف منظمات مقاطعة اسرائيل في الولايات المتحدة، فإن فعاليات المقاطعة التي تنظمها المنظمات والمؤسسات والحركات المنضوية تحت تحالف منظمات مقاطعة دولة الاحتلال في الولايات المتحدة أخذت تكتسب زخماً كبيراً وتأييداً واسعاً في قطاعات وشرائح جديدة في المجتمع الأمريكي، خصوصا مع تواصل العدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة.
وتاريخيا حفلت شواطئ غزة بواحد من أقدم الموانئ البحرية في إقليم المتوسط، لكن حديثا ظل انشاء الميناء حلما يراود الفلسطينيين منذ انشاء السلطة الوطنية الفلسطينية.
وكان الفلسطينيون طرحوا لأول مرة موضوع انشاء ميناء بحري دولي على شواطئ القطاع أثناء المفاوضات التي أفضت إلى توقع اتفاق اوسلو.
وقد تضمن الاتفاق المبدئي بين الفلسطينيين والإسرائيليين بندا حول إنشاء الميناء، وبعد توقيع الاتفاق اصدر الرئيس الراحل قرارا بتشكيل لجنة للعمل على انشاء ميناء يسمى، ميناء غزة الدولي.
لكن مع اندلاع انتفاضة الأقصى في العام ٢٠٠٠ منعت اسرائيل السلطة الفلسطينية من العمل على انشاء الميناء، وهدمت المطار، حتى عاد الحديث عنهما بقوة اثناء الحرب الثالثة على القطاع، كشرط من شروط المقاومة لإتمام اتفاق تهدئة طويلة مع الاسرائيليين.