الخميس  21 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أوباما لريفلين: من الصعب الدفاع عن "إسرائيل" في المؤسسات الدولية

2015-12-11 07:33:32 AM
أوباما لريفلين: من الصعب الدفاع عن
أوباما وريفلين

 

الحدث- القدس

 

قال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون، مطلعون على تفاصيل لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، يوم أمس الأول الأربعاء في البيت الأبيض، إن أوباما رسم صورة متشائمة بالنسبة لمكانة إسرائيل الدولية، وذلك استنادا إلى تحليله للواقع، وقال إن الولايات المتحدة ستجد صعوبة في الدفاع عن إسرائيل في المؤسسات الدولية.

 

وأشار أوباما إلى أن محاولات عزل إسرائيل من الناحية السياسية، والمبادرات ضدها في الهيئات الدولية ليست أمرا جديدا، وإنما ظاهرة ساعد فيها إسرائيل منذ أن دخل البيت الأبيض عام 2009. وأضاف أنه في السنوات الثلاث الأخيرة فإن وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، هو الذي صد المبادرات ضد إسرائيل في الأمم المتحدة أو في الهيئات الدولية.

 

كما أشار إلى أن كيري كان يتوجه إلى نظرائه في العالم، وخاصة في أوروبا، ويقول لهم إنه يحاول الدفع بما يسمى "عملية السلام"، أو يعمل على تقديم مبادرة سياسية جديدة، وبناء عليه يطلب منهم "عدم الإزعاج".

 

وأضاف أوباما أنه بعد زيارة كيري الأخيرة، إلى إسرائيل ورام الله، فإن الإدارة الأميركية تجد صعوبة في مواصلة استخدام هذه الادعاءات.

 

وقال أيضا إنه في الوضع الحالي لم يتبق للولايات المتحدة أدوات لمواجهة محاولات عزل إسرائيل في العالم، نظرا لأن كيري "عاد بدون أن يتلقى أجوبة"، لأن الولايات المتحدة لن تستطيع أن تتعهد بأي شيء. على حد قوله.

 

وفي هذا السياق، كتب مراسل صحيفة "هآرتس" في واشنطن، باراك رفيد، أنه ليس من قبيل الصدفة أن ريفلين شكر أوباما في تصريحات صحفية على المساعدات الدبلوماسية والغطاء السياسي الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل، خاصة وأن أكثر ما يقلقه  هو مكانة إسرائيل الدولية.

 

كما أشار إلى أن المستشار الألمانية، أنجيلا ميركل، التي اجتمعت معه مدة ساعتين في مكتبها قبل بضعة شهور، قالت أمورا مماثلة لما قاله أوباما بشأن حقيقة أن الجمود السياسي يجعل من الصعب على أصدقاء إسرائيل الدفاع عنها في مؤسسات الأمم المتحدة والهيئات الدولية.

وقال مسؤول إسرائيلي إن أكثر ما أقلق ريفلين، بعد لقائه مع أوباما، هو إحساسه بأن مغزى أقوال أوباما مفادها أن "الفيتو" الأميركي في الأمم المتحدة ليس مفهوما ضمنا، وأن الفيتو الوحيد الذي استخدمه أوباما في مجلس الأمن في العام 2011 ضد قرار بشأن البناء الاستيطاني ليس من المؤكد أن يتكرر في الواقع السياسي الحالي.

 

وتبين أن ريفلين، فور انتهاء لقائه مع أوباما، سارع للاتصال برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لإطلاعه على تفاصيل اللقاء، علما أن الاثنين كانا قد اجتمعا مطولا قبل سفر ريفلين إلى الولايات المتحدة لتنسيق المواقف، وخاصة بكل ما يتعلق بالاتصالات بين إسرائيل والولايات المتحدة حول مذكرة التفاهم الأمني بشأن المساعدات الأمنية الأميركية لإسرائيل للسنوات العشر القادمة.

 

إلى ذلك، تبين أن المسؤولين عن الاتصالات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن اتفاق المساعدات الأمنية هما امرأتان. الأولى هي ياعيل لامبرت المسؤولة عن ملف إسرائيل في البيت الأبيض، وبعد لقائها مع نتنياهو، قبل نحو شهر، قام أوباما بتعيينها رئيسة للطاقم الأميركي للمفاوضات مع إسرائيل بشأن الاتفاق الأمني. وقد أجرت جولتين من المحادثات مع نظرائها الإسرائيليين، قبيل بدء المفاوضات الجدية والنوعية في نهاية الشهر القادم.

 

أما الثانية، فهي المستشارة للأمن القومي، سوزان رايس، والتي تعتبر إحدى الشخصيات المقربة والمؤثرة على أوباما، وعلى الجهاز السياسي – الأمني في الولايات المتحدة. وكانت تفضل العمل مع المستشار الإسرائيلي السابق للأمن القومي، يعكوف عميدرور، وخليفته يوسي كوهين، الذي عين قبل بضعة أيام رئيسا للموساد.

 

وأشار رفيد في هذا السياق إلى أن قناة الاتصال بين كوهين ورايس اكتسبت أهمية خاصة مرات كثيرة في السنتين الأخيرتين، وخاصة على خلفية الأزمة بشأن الاتفاق النووي مع إيران، حيث ظلت الثقة قائمة بين الطرفين الأمر الذي منع انهيار العلاقات بشكل تام بين البيت الأبيض ومكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية.

 

وفي التوقيت الحالي، فإن الفراغ الذي نشأ بسبب غياب قناة اتصال مباشرة مع رايس قد يمس بالمفاوضات حول الاتفاق الأمني.

 

يشار إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تطلب 50 مليار دولار على مدار 10 سنوات، مقارنة بـ 30 مليار دولار تلقتها في السنوات العشر الأخيرة. كما أن نتنياهو يسعى لإثبات أن معركته ضد الإدارة الأميركية بشأن الاتفاق النووي مع إيران لم تمس بالمساعدات الأميركية لإسرائيل، وإنما أدت إلى زيادتها.

 

ونقل عن مسؤول إسرائيلي قوله إن ريفلين طلب من أوباما أن تبذل الجهود لتوقيع الاتفاق الأمني قبل أن يغادر البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير 2017، بذريعة أن الاتفاق النووي مع إيران، وزيادة الدعم الإيراني لحزب الله يلزمان بتحديث القدرات الدفاعية والهجومية للجيش الإسرائيلي.

 

يذكر أن ريفلين، وبعد لقائه مع أوباما، قال للمراسلين إنه "اجتمع مع رئيس يهتم بإسرائيل وملتزم بأمنها بشكل مطلق".