الحدث- فرح المصري
رغم انخفاض حدة المواجهات والعمليات ضد جيش الاحتلال والمستوطنين بصورة لافتة وخاصة مع دخول الهبة الشعبية شهرها الثالث، إلا ان المجتمع الاسرائيلي ما زال يسوده حالة من الفوران والاحباط، نتيجة عدم تمكن "الحكومة" من السيطرة على الهبة الشعبية.
وفيما أدت هذه الحالة إلى وجود تخوفات بين الساسة الاسرائيليين من انهيار السلطة الفلسطينية، وهو ما اعتبر خيار سيئاً ولكن انهيارها أسوء لإسرائيل، إلا أن اوساطا سياسية أخرى رأت ان أنهيار السلطة الفلسطينية يخدم إسرائيل.
هذا ولم تقتصر التخوفات من انهيار السلطة الفلسطينية على الجانب الإسرائيلي وإنما تخطى ذلك تصريحات لمسؤولين أوروبيين وأمريكيين إذ طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري القادة الإسرائيليين بعدم السماح بتفكك السلطة الفلسطينية وانهيارها، مؤكداً أن حل السلطة سيأتي بنتائج عكسية، كما أنها تعتبر "هزيمة ذاتية لإسرائيل".
المحلل السياسي هاني المصري يقول لـ"الحدث": "إن سبب البحث في "سيناريو انهيار السلطة" ليس الخوف من إقدام الرئيس أو القيادة على حلها وتسليم مفاتيحها، كما يجري التهديد منذ سنوات، حيث أعتُبر مثل هذا الاحتمال مستبعدًا تمامًا، وإنما في الهوة المتزايدة بين الشعب والقيادة الفلسطينية، وفي ظل الأحوال الاقتصادية، وفقدان الأفق السياسي، واندلاع "الانتفاضة" وتداعياتها المُحتملة".
رئيس حزب "هناك مستقبل" الإسرائيلي المعارض يائير لابيد قال في وقت سابق أن الحل لظاهرة العمليات الفلسطينية يتمثل في استمرار التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، لأنه يمنح الجيش الإسرائيلي حرية العمل في كل مكان بالضفة الغربية، وأشار لابيد إلى أن وقف التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية يعني إنهيار السلطة.
من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير جميل شحادة، "ان الجانب الاسرائيلي يحاول ممارسة كل اشكال الضغوط على السلطة من اجل عدم القيام باي اجراء ضد الاعتداءات الاسرائيلية والاستيطان، وعليه يهدد باستمرار بوقف التنسيق الأمني، في حين أن "التنسيق الامني" يخدم اسرائيل".
وأضاف لـ"الحدث":" ان السلطة الفلسطينية ستتوقف عن الإلتزام بالاتفاقيات الموقعة بينها وبين اسرائيل ومن ضمن هذه الاتفاقيات وقف التنسيف الأمني مع الجانب الإسرائيلي، لأنها من طرف واحد".
وأكد أن وقف التنسيق الأمني يعد أحد القضايا المطروحة في قرارات المجلس المركزي ، وهناك اجتماعات تتم عبر لجنة خاصة شكلتها اللجنة التنفيذية لوضع الجداول الزمنية لاتخاذ هذه الاجراءات، ومن المتوقع أن يجتمع المجلس نهاية الشهر الحالي.
وأشار شحادة إلى أن الموقف العربي داعم للقضية الفلسطينية ولا يوجد هناك اي فيتو عربي ضد تنفيذ قرارات المجلس المركزي.
في الإطار ذاته، يقول الخبير في الشؤون الاسرائيلية عدنان أبو عامر :" أن اسرائيل عندما تتعرض لضغوط دولية، تقوم بإطلاق تصريحات كاذبة كوسلة للتخلص من المآزق الذي وضعت نفسها بها".
ويضيف لـ"الحدث":" أن حكومة الإحتلال تدرك تماما أن منع العمليات والسيطرة عليها يكون بتكثيف التنسيق الامني مع السلطة في جميع المستويات السياسية والامنية".
ويشير أبو عامر، إلى أن هناك حراكا اسرائيليا من الناحية الحكومية الرسمية ذهبت باتجاه التسبب بتفكك او انهيار السلطة الفلسطينية، والإجراءات الميدانية الاسرائيلية "غير الحكومية" الأمنية والعسكرية قد تؤدي بالنهاية الى ان يكون هناك تفكك تدريجي تلقائي للسلطة .
ونوه إلى أن رئيس حزب "هناك مستقبل" الإسرائيلي المعارض اراد من خلال هذه التصريحات أن يلفت نظر الإدارة الأمريكية بأن يكون بديلا محتملا لنتياهو في الانتخابات القادمة.