الحدث- القدس
يضع “رون بن يشاي”، محلل الشؤون العسكرية بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، نجاح اختبار منظومة “حيتس 3″ في إطار عام، يتعلق بـ”الإستراتيجية الدفاعية الإسرائيلية متعددة الطبقات”.
ويقول إن أهمية “حيتس 3″، تكمن في حقيقة أنها “تشكل الطبقة العليا ضمن منظومة الدفاع الصاروخية الإسرائيلية، التي تبلغ أربع طبقات، حيث تتصدى للصواريخ الباليستية في الفضاء وخارج الغلاف الجوي”.
وتعمل منظومة “حيتس 2″، على اعتراض الصواريخ الباليستية داخل الغلاف الجوي، وتعمل منظومة “العصى السحرية” على اعتراض تلك الصواريخ من مسافة مئات الكيلومترات، فيما تعترض منظومة “القبة الحديدية” الصواريخ والمقذوفات قصيرة المدى. وبذلك تعتقد إسرائيل أن استمرار تطوير “حيتس 3″، والدمج بين جميع النظم الدفاعية المشار إليها مستقبلا، يضمن لإسرائيل درعاً صاروخياً محكماً، يمكنه التصدي لجميع مستويات التهديدات الصاروخية.
ويشير “بن يشاي”، إلى أن ثمة طبقة أخرى دفاعية، تقع ما بين مستوى “حيتس 2″ و”العصى السحرية”، وهي نظم “باتريوت”، والمخصصة لإعتراض التهديدات الصاروخية المختلفة، التي تطلق من مسافات متوسطة، وهي المنظومة التي ستخرج تدريجيا من الخدمة، حين يتم الإنتهاء من تطوير “العصى السحرية”، والتي يجري العمل على تطويرها بشكل مشترك بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي، وسط تقديرات بأن تدخل الخدمة أواخر العام المقبل.
الخطر الإيراني
ويلفت المحل الإسرائيلي، إلى أهمية منظومة “حيتس 3″، التي أثبتت قدرتها على اعتراض صاروخ باليستي في الفضاء، ما يعني تغيير النظرة مستقبلا للخطر النووي الإيراني، بمعنى أنه في حال أطلقت إيران صاروخا باليستيا يحمل رأساً حربية نووية من مسافة 2000 كيلومترا، فإن تلك المنظومة ستكون قادرة على اكتشافه واعتراضه في الفضاء على بعد مئات الكيلومترات فوق سطح الأرض، وتدميره عبر الاصطدام المباشر.
ويعزى “بن يشاي”، إمكانية تغير النظرة الإسرائيلية إزاء الخطر النووي الإيراني المستقبلي، بعد نهاية سريان المهلة التي منحها إياها الإتفاق النووي، إلى أن تلك الفترة ستكون كافية للإنتهاء من تطوير “حيتس 3″، والتيقن من فاعليتها وقدرتها على العمل في ساحات الحرب الفعلية، وأنه في حال امتلكت طهران بعد ذلك السلاح النووي، وحاولت استخدامه ضد إسرائيل، فإن صواريخ المنظومة ستصيب الصاروخ الإيراني، الذي يحمل الرأس النووية على مقربة من إيران نفسها، وليس فوق إسرائيل، بما يعني أن الحطام والتسرب الإشعاعي لن يسقط حتى في إسرائيل.
ويذهب المحلل العسكري، إلى أنه على إسرائيل أن تضع في الاعتبار إمكانية إمتلاك طهران مستقبلا قدرات مماثلة لروسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا، فيما يتعلق بإطلاق صواريخ باليستية انشطارية، تحمل العديد من الرؤس، بحيث أن كل رأس تتجه نحو هدف مختلف.
ويضيف أنه في حال نجحت “حيتس 3″ في اعتراض الصاروخ نفسه خارج الغلاف الجوي، فإن الرؤس الحربية لن تصل أيضا إلى أهدافها في إسرائيل، دون أن يشير إلى إحتمالات عدم النجاح في ذلك والتداعيات الناجمة عن الفشل.
وتطرق إلى سيناريو إطلاق عدد كبير من الصواريخ الباليستية دفعة واحدة، أحدهم يحمل رأسا نووية، محذرا من أن هذا السيناريو ربما يعني شل فاعلية منظومة “حيتس 3″، ومشيرا إلى أن التصدي لوابل من الصواريخ ربما سيكون التحد الأساسي لتلك المنظومة.