سيتذكر التاريخ 3 "إنجازات" للدكتور صائب عريقات؛ الإنجاز الأول أنه المفاوض الأزلي عن الشعب الفلسطيني الذي لم ولن يكل أو يمل يوما واحدا عن التفاوض ثم التفاوض باسمنا وعنا، حتى تبلغَ القلوب الحناجر.
والإنجاز الثاني، فيتمثل في كونه الشخص الذي يقف وراء كل الفعل الدبلوماسي للاعتراف بنا "دولة" ونرفع العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة، فنحتفل بقيام "الدولة" العتيدة كل عام كما نحتفل بـ "إعلان الاستقلال"، وانطلاقة الثورة الفلسطينية، وعيد المولد النبوي الشريف.
أما الإنجاز الثالث والأخير، فيتمثل في أنه "نكس" العلم الإسرائيلي في مؤتمر "هآرتس" يوم أمس، معلنا بكل إصرار وتشدد أن المفاوضات برعاية الولايات المتحدة الأمريكية قد انتهت، وأنه لا حل إلا وفق سقف زمني.
أما بكائياتنا، فمنبعها حسرةُ وحرقة وغصةٌ، أن الطابق العلوي، في قيادتنا لم يفهم بعد حجم كرهنا لحالة "استغبائنا"، نحن القابعين، في الطابق السفلي، من هذه السفينة الغارقة، والتي في أفضل الأحوال ستغرق بنا جميعا، إن لم يكن هناك إجماع على آلية إدارة الصراع مع عدونا.
فالقضية ليست في أن نرفع علمنا، أو أن ننكس علم عدونا، رغم رمزية الأمرين، وليست في أن نتشدد في أقوالنا دون أن نتمسك بمواقفنا، لأن د. عريقات يعلم كما يعلم جميعنا، أنه بمجرد أن يكون هنالك أقل تلميح باحتمالية العودة إلى المفاوضات فإن د. عريقات سيكون على رأس الطاولة.
ولعله صار من المجدي، وإلى حين أن يتمكن د. عريقات من عقد المؤتمر الدولي الذي ستشارك فيه المعمورة ممثلة بالدول دائمة العضوية في مجلس الامن، والاتحاد الأوروبي، ودول البريكس، والدول العربية، أن يعمل أولاً على عقد مؤتمر "فتح"، وعقد مؤتمر توافقي تصالحي يلم فيه شمل الضفة وغزة، فالأقربون أولى بالمعروف.
من أجمل البكائيات الفلسطينية:
طلت البرودة والسبع ما طل
يا بوز البارودة من الندى منْبل
وبيني وبينك سلسله ووادي
وأبعدت غادي ليش أبعدت غادي.