السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

غزة تدفع الثمن بقلم: غريب عسقلاني

2014-08-25 10:53:49 PM

غزة تدفع الثمن        
بقلم: غريب عسقلاني
صورة ارشيفية

 في عيون غزة

الحدث: إلى متى غزة تدفع الثمن؟

هذا سؤال الألم.

غزة راضية بدورها وقدرها، وسطوة موقعها على خارطة الوطن.

منذورة للقتل والتشويه والحضور البهي المقاوم.

غزة الشريط الصحراوي الحدودي الجنوبي، بوابة المفارقات، بين الفقر والغنى الفريد في معادلة عجيبة، تذهل المراقبين وتغري الأفراد والجماعات والدول.

هي رأس الحربة عند الواقعة.

وعروس الفضائيات تضيء أحداثاً وأخباراً وأساطير صمود، وطوابير انتظار لبعض ماء ودواء وخبز ودثار.

غزة تلتحف العراء وتراقب العالم المخذول أمام إنسانيته!

عزة دهشة الصباح.. دمعة معلقة على مدار الوقت.

غزة تلطم خديها على مدار الوقت، تصد تجار الكياسة والتياسة وصبيان السياسة، تهزأ  بالذين يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يستطيعون، ويعزفون صمودها على أوتار غريبة، لا يدركون أن النغم في غزة، فلسطيني المطلع عربي البوح والأنين.

غزة لا تطلب المستحيل..

تقتات على القديد إذا التأم الصف، وتناغم القرار، وباتت موازين الأمور دقيقة، تنهل من روح الحقائق، والحقائق تتكالب على رأس غزة بعد طول عناء وفداء..

غزة تستبدل النشيد بالنواح، إذا بات الائتلاف محطة مؤقتة، تدرك أن الزنود تتعثر إذا  تبعثر القرار، وعبث العابثون في رسم السياسة، فالحرب وسيلة، وإعادة تخطيط الحياة عمل العقول على ضوء المتاح ودون أحلام وردية، وملء القربة بمطر سحابة الوعود، فمطر السياسة مدفوع الثمن من الشقيق والصديق والغريب، ومطرنا الذي نملكه هو مطر التوافق على المصير، والذي لا يلغي الاختلاف الحميد، فالوطن أولاً، وبعده الاتفاق على التفاصيل باستلهام حاجات الناس شركاء الوطن.

غزة طيرت رسائلها شعباً ومقاومة، وعلمت العدو درساً اعترف به الجميع أن سطوة الحق لها وسائلها، وأن صلف المعتدي بات أثراً بعد عين، والجيش الذي لا يقهر تعلم درساً، وعرف كيف تتألق العزيمة، وكيف تلحق بالعدو الهزيمة، غزة تؤكد أن جنون القصف والقتل والتدمير ليس انتصاراً، بل هو تجليات اندحار وانكسار..

غزة تقول أن الأمر في غاية الوضوح.

لا بد من وحدة القرار.

لا بد من الرجوع إلى ضمير الشعب الذي قاوم وأبدع بالصبر والفداء، حتى يستعيد قدراته ودوره، فالجولات قادمة، والمعركة ليست نهاية الحرب.

غزة لم تعد تتحمل الخذلان.

لم يقنعها التبرير والتفسير خارج دائرة الحقائق.

فعلى القيادة بكل أطيافها المبادرة إلى الوطن، واعية وبحذر مدروس قبل أن تعلق مطالبها على المشاجب، فالمشاجب في أكثر الأحوال تحولها خدع السياسة إلى مشانق.

غزة كل يوم تقول:

"أنا الوطن فتعالوا إلى قلبي معاً، ضخوا الدم النقي في شرايني لتنتصروا.."