عند القيام بأيّ نشاط خارج المنزل خلال الطقس البارد، من المحتمل جداً الشعور بالبرد خصوصاً في أصابع اليد، وهذا أمر طبيعي. لكن إلى ماذا ترمز الأصابع الباردة حتى عندما تكون حرارة الطقس دافئة؟ تميل الأطراف إلى أن تكون أكثر برودة بما أنّ الجسم يرسل مزيداً من الدم والدفء إلى أجهزة الجسم الحيوية أولاً، وتحديداً القلب والدماغ والرئتين. لكن إذا كانت أصابعكم باردة حتى في الطقس الدافئ، فقد يُنذر الأمر بوجود شيء آخر! في ما يلي أبرز أسباب هذه المشكلة:
داء رينو (Raynaud’s Disease)
يُعتبر سبباً شائعاً لبرودة الأصابع. إنه عبارة عن ضيق الأوعية الدموية في الأصابع، وأحياناً أصابع القدم والأذنين والأنف، كإستجابة للبرد أو الإجهاد العاطفي ويجعل الأصابع بيضاء ثمّ زرقاء بما أنّ نسبة قليلة أو معدومة من الدمّ تتدفّق إلى هذه المنطقة، ثمّ تعود حمراء عندما تفتح الأوعية الدموية ويرجع تدفّق الدمّ. في معظم الأحيان تكون الأصابع باردة، ومخدَّرة ومؤلمة.
قصور الغدة الدرقية
من الشائع جداً أن تكون الأصابع باردة إذا كانت الغدة الدرقية لا تعمل كما يجب، فهي تُعتبر بشكل أساس "ترموستات" الجسم. عندما تُصاب بالقصور، تبطؤ غالبية وظائف الجسم ويمكن أن يواجه الإنسان أعراضاً كالتعب، والإمساك، وزيادة الوزن، والشعور دائماً بالبرد بما فيه في منطقة الأصابع.
مشكلات في الدورة الدموية
يحصل ضعف الدورة الدموية عندما يتضاءل تدفّق الدم الغني بالمغذيات والأوكسيجين، إمّا بسبب عدم قدرة القلب على ضخّ الدمّ بشكل كافٍ، أو وجود عوائق لتدفّق الدمّ، أو أسباب أخرى. وعندما يعجز القلب عن إرسال كميّة كافية من الدمّ إلى كلّ أنحاء الجسم كما من المفترض أن يحصل، يشعر الشخص ببرودة وتنميل في اليدين والقدمين.
الأنيميا
تحصل عندما لا يملك الجسم خلايا دم حمراء كافية أو تكون مستويات الهيموغلوبين في الدمّ متدنيّة. وينتج عن فقر الدم إنخفاض إمدادات الأوكسيجين للجسم، ما قد يؤدّي إلى برودة في الأصابع.
تشمل الأسباب المحتملة عدم الحصول على كميّة جيدة من الحديد في الغذاء، خسارة الدمّ بسبب الدورات الشهرية الشديدة أو قرحة المعدة أو نزيف الجهاز الهضمي، بعض أنواع السرطان، إضطرابات في الجهاز الهضمي مثل داء السيلياك. إلى جانب الأصابع الباردة، يمكن للأنيميا أن تسبّب التعب، وأوجاع الرأس، والدوخة، وضيق التنفس، وبشرة شاحبة.
نقص الفيتامين B12
يتوافر في اللحوم، والدجاج، والبيض، ومشتقات الحليب، وهو مهمّ لتشكيل خلايا الدمّ الحمراء. يمكن للنقص في مستوى الفيتامين B12 أن يؤدّي إلى إنخفاض إنتاج خلايا الدمّ الحمراء، ويترافق لاحقاً بفقر الدمّ. تُعتبر هذه المشكلة شائعة لدى الأشخاص الذين يتّبعون نظاماً غذائيّاً نباتيّاً، كما وأنّ الأشخاص فوق الخمسين عاماً قد يخسرون القدرة على إمتصاص الفيتامين من المأكولات.
الأمر ذاته ينطبق على الأشخاص الذين يعانون إضطرابات في الجهاز الهضمي مثل مرض الكرون أو السيلياك. ويمكن إجراء فحص دم بسيط لمعرفة ما إذا كان نقص الفيتامين B12 هو المسؤول عن برودة الأصابع.
إنخفاض ضغط الدمّ
يمكن لهذه المشكلة أن تحدث لأسباب عدّة بما فيها الجفاف، وخسارة الدمّ، وبعض الأدوية، وإضطراب الغدد الصمّاء. عندما يكون ضغط الدمّ منخفضاً، فإنّ الأوعية الدموية ستحوّل الدمّ بعيداً من الأطراف وتوجّهه نحو الأعضاء الحيوية، ما يؤدّي إلى الشعور بالبرد في منطقة الأصابع. إذا كنتم تواجهون أعراض إنخفاض ضغط الدم، مثل الدوخة، والرؤية الضبابية، والتعب، والغثيان، والضعف، والإرتباك، لا تتردّدوا في إستشارة الطبيب.
التوتر والقلق
من المعلوم أنّ التوتّر يؤثّر سلباً في مختلف أجزاء الجسم. عندما تواجهون توتّراً أو قلقاً مزمناً، يزداد الأدرينالين بشكل حادّ ما يؤدّي إلى إنقباض الأوعية الدموية الموجودة في الأطراف وبالتالي برودة في الأصابع واليدين وكذلك الأمر بالنسبة إلى القدمين.
التدخين
تؤدّي مادة النيكوتين إلى إنقباض الأوعية الدموية وحتى تراكم الترسّبات في الشرايين، ما يقلّل تدفّق الدمّ إلى الأطراف.