الحدث - آيات يغمور
نقلت القناة العبرية الثانية، الليلة الماضية، عن محافل في ديوان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قوله: إنه على الرغم من أن الموساد في عهد رئيسه الجديد كوهين سيواصل رصد ومتابعة وتعقب الأنشطة الإيرانية في المجال النووي، إلا أن الجهاز سيولي اهتماما للتحديات التي تمثلها "الحركات الجهادية".
وبحسب ما يرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عمر جعارة، فإن هذه الصيغة الإعلامية التي تشير إلى "الحركات الجهادية" باتت تتكرر على ألسنة أغلب المسؤولين الإسرائيليين، الذين يتعمدون تبني مخاوف "الحضارة الغربية"، وهو ما يحوي في داخله خلفيات تاريخية ودينية تحمل أهدافاً سياسية خفية.
ويشير أستاذ العلوم السياسية جعارة، إلى المسمى المتفشي في الإعلام الإسرائيلي "الإرهابيون الجهادستيون"، الذي يعكس وجود علاقة تربط هذه التسمية برواية نتنياهو المضللة، موضحاً : "أن نتنياهو يحاول دائماً أن يسوق لروايته الإسرائيلية، أن سبب المشكلة الأساسية بين الفلسطينيين أو العرب وبين "إسرائيل"هي مسألة الاعتراف، زاعماً عدم اعتراف الفلسطينيين بـ"إسرائيل" قبل 1967، ولا حتى بعدها".
وهو الأمر الذي يجده جعارة كذباً واضحاً، مدللا على ذلك بالتصريحات الرسمية الصادرة عن المسؤولين الفلسطينيين، والاعتراف المتبادل بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، بالإضافة إلى الاتفاق على هدنة طويلة الأمد فيما يتعلق بوضع غزة. ناهيك عن اتفاقيات السلام بين إسرائيل والأردن ومصر، ومبادرة السلام العربية على رأسها.
ويعتبر جعارة، أن هدف نتنياهو من هذا الادعاء، تحويل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلى خلاف حول "الفكر الإسلامي الجهادي المتطرف"، الأمر الذي يخدم السياسة الإسرائيلية الحريصة على أن تبقى ضمن نطاق الحضارة الغربية التي وجدت لنفسها عدواً واحداً مشتركاً، وهو ما تحاول إسرائيل إسقاطه على أراضيها حسب تعبيره.
ويؤكد جعارة، محاولات نتنياهو المستميتة في الحفاظ على حليفها الأول، الولايات المتحدة الأمريكية، التي ترى الأولى أن نبني "أعداؤها" ومشاكلها، يعزز من التحالف بينهما.
وحول وجود قناعة "إسرائيلية" حقيقية تخشى المد الداعشي من اختراق حدودها، يعتقد جعارة أن الإعلام الإسرائيلي مجمعٌ على أن انتصارات داعش تهديدٌ مباشرٌ لإسرائيل، وهو انعكاسٌ متماثلٌ للسياسة الإسرائيلية التي ترى نفسها جزءً من الحضارة الغربية التي ترفض "الإسلام" بصوره.
من جهته استبعد المحلل السياسي ثابت أبو راس، أن يكون لداعش مخططاتٌ خاصة لاختراق حدود "إسرائيل"، مشيراً في ذات الوقت إلى أن الإرهاب القائم في الشرق الأوسط متمثلاً بالفكر الداعشي لا يعرف حدوداً.
وأضاف "أبو راس" أن بوادر الفكر الداعشي بدأت في الظهور بين أوساط الشباب في مناطق الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، إلا أن "إسرائيل" بالغت في إحصاءاتها الأخيرة التي أظهرت اعتقال 150 مواطناً على خلفية تبني الفكر الداعشي، محذراً من استغلال "إسرائيل" للخطر الداعشي، في سبيل تقليص الحريات وتبرير الاعتداءات مؤكداً على ضرورة مراقبة النوايا الإسرائيلية.
وفي سياق مشابه قال الخبير في الشؤون لإسرائيلية صالح النعامي: "أن قنوات التلفزة الإسرائيلية عرضت مؤخرا ما يوثق لمناورة مشتركة أجرتها وحدات خاصة في الجيشين الأمريكي والإسرائيلي في منطقة "تسئيليم"، حيث أشارت إلى أن هذه المناورة استهدفت التدرب على القتال في ظروف تشبه ظروف القتال في دول تقع بجوار إسرائيل".
جاء ذلك في تقرير للنعامي، نشر يوم الثلاثاء الماضي، في موقع "عربي 21" الإلكتروني، تحت عنوان: ""الجهاديون" على رأس أولويات رئيس الموساد الجديد.