السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"يديعوت": هكذا يجند "حزب الله" المقاتلين في سوريا

2015-12-19 11:23:02 PM
الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله

الحدث - المصدر

في مواقع تدريب محمية بجنوب لبنان يدرب حزب الله شبابا بعضهم لا يتجاوز عمره الـ 17 عاما، على استخدام أسلحة وتكتيكات حرب الشوارع قبل أن يتم إرسالهم إلى سوريا للقتال بجانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد".

 

 

جاء هذا في مستهل تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية كشفت فيه النقاب عن عملية تجنيد واسعة النطاق يقوم بها تنظيم حزل الله اللبناني لتجنيد الشباب والزج بهم في أتون الحرب الأهلية في سوريا.

 

وبحسب تقرير محرر الشئون العربية "روعي كايس"، فإن عملية التجنيد غير المسبوقة هذه تعد دليلا جديدا على أن الحرب في سوريا هي أصعب صراع يخوضه حزب الله الذي تعدت خسائره في سوريا الـ 1000 شخص، وهو العدد الذي يقترب كثيرا مع خسائر الحزب في معاركه ضد إسرائيل بجنوب لبنان على مدى 18 عاما خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الفائت.

 

تجنيد المقاتلين، ومعظمهم شيعة لبنانيين، يحتل أهمية قصوى على جدول أولويات حزب الله المتورط حتى النخاع في معارك دامية داخل سوريا، ويحاول استعادة مناطق تسيطر عليها عناصر المعارضة المسلحة.

 

وبخلاف حزب الله يقاتل في سوريا إلى جانب قوات الأسد جنود إيرانيون. ويظهر مقطع مصور انتشر مؤخرا على مواقع التواصل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني خلال المعارك.

 

يقول هشام جابر ضابط سابق بالجيش اللبناني ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط ببيروت إن نحو 3 آلاف عنصر من حزب الله يقاتلون في سوريا، أي ما يقدر بقرابة 15% من إجمالي مقاتلي التنظيم، مشيرا إلى أن لدى حسن نصر الله 30 ألف مقاتل يمكنه تحريكهم وضمهم للمعارك، إذا ما دعت الحاجة.

 

إحدى منظمات حقوق الإنسان المتابعة لما يجري في سوريا ومقرها بريطانيا، أشارت إلى مقتل 1005 من عناصر حزب الله منذ اندلاع الحرب السورية في مارس 2011.

 

وللمقارنة سقط 1"في مواقع تدريب محمية بجنوب لبنان يدرب حزب الله شبابا بعضهم لا يتجاوز عمره الـ 17 عاما، على استخدام أسلحة وتكتيكات حرب الشوارع قبل أن يتم إرسالهم إلى سوريا للقتال بجانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد".276 من مقاتلي حزب الله خلال المواجهات مع إسرائيل التي انتهت عام 2000 بانسحابها من جنوب لبنان. وفي حرب لبنان الثانية قتل 1200 شخص، تقول إسرائيل إن نصفهم من مقاتلي الحزب.

 

ويجند حزب الله مقاتليه من السكان الشيعة في لبنان الذين يشكلون الثلث من إجمالي 4.5 مليون نسمة، ونقلت وكالة الأنباء الأمريكية AP عن أقارب متطوعين جدد في صفوف الحزب، إن حملة تجنيد واسعة النطاق بدأت قبل أيام.

 

وبحسب "يديعوت" فإن مدة تدريب المتطوع تتراوح بين 60 إلى 90 يوما. وبينما جرت العادة أن يتدرب مقاتلو الحزب على حرب إسرائيل، فإنهم يتدربون الآن على القتال في مناطق سكنية وبتكتيكات خاصة لقتال قوات المعارضة السورية المسلحة.

 

هذه التدريبات لا تقتصر على عناصر حزب الله، إذ التحق بمعسكرات التدريب عدد من الشيعة من دول أخرى بالشرق الأوسط ودول أسيوية أخرى، من الطلبة الذين جاءوا إلى لبنان لدراسة المذهب الشيعي.

 

ويرتدي المتطوعون خلال التدريب الزي العسكري للجيش السوري ويطلب منهم التحدث بلكنة سورية كي لا يلفتوا الأنظار. ويصل راتب مقاتلي النخبة 2000 دولار شهريا بعد سفرهم إلى سوريا، ويحظى المقاتل ببضعة أيام راحة كل فترة يمكن قضاؤها في لبنان.

 

ويقدم حزب الله حوافز أخرى لإقناع الشبان بالانضمام لصفوفه. فيحصل أبناء المقاتل على تعليم مجاني لأبنائه حتى المرحلة الجامعية، وإذا أصيب في المعارك يتم العناية به في إحدى مشافي التنظيم.

 

بدأ حزب الله في إرسال مقاتليه إلى سوريا في 2012 بحجة "حماية العتبات المقدسة" للشيعة القريبة من العاصمة دمشق.

 

وفي 2013 لعب التنظيم دورا محوريا في احتلال مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية، بعد معارك استمرت 3 أسابيع وسقط خلالها نحو 100 من مقاتليه. وفي الشهور التي تلت ذلك احتل التنظيم الكثير من المناطق القريبة من لبنان.

 

ومنذ أن بدأت روسيا غاراتها الجوية على معاقل المعارضة السورية المسلحة، وقدمت بذلك تغطية جوية لقوات الأسد، بدأ مقاتلو الحزب المشاركة بكثافة في محاولات النظام احتلال مناطق سيطرت عليها المعارضة في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب. وساعدت قوات نصر الله الأربعاء الماضي قوات النظام في احتلال منطقة جبل النوبة الاستراتيجية في اللاذقية.

 

لكن الثمن الذي يدفعه حزب الله في سوريا ليس بقليل، إذ فقد الحزب الكثير من مقاتليه المخضرمين، ولا يكاد يمر يوم دون أن تعرض قناة المنار التابعة لحزب الله مراسم لجنازة أحد أقتلاه الذي يقول التنظيم إنه "استشهد خلال تأدية واجبه الجهادي".

 

على سبيل المثال، قتل حسن حسين الحاج، من كبار ضباط حزب الله في أكتوبر خلال معارك بمحافظة، إدلب، وبعد 3 ساعات فقط من دفنه بجنوب لبنان، قتل خليفته مهدي حسن عبيد.