الحدث- وكالات
نقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسي غربي قوله: "ما حصلنا عليه هو نهاية لبقاء الأسد"، وأضاف أن "الروس وصلوا إلى نقطة قبلوا فيها سرا برحيل الأسد بعد نهاية عملية الانتقال السياسي مع أنهم لم يعبروا عن استعدادهم للتعبير عن موقفهم علنا".
وأفادت الوكالة أن عددا من المسؤولين الغربيين أكدوا تصريحات الدبلوماسي في وقت اتفقت فيه الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران والدول الأوروبية على مدى زمني للعملية الانتقالية، تبدأ في الأول من يناير وتمتد على مدار 18 شهرا تنتهي برحيل الأسد.
ورغم التقارب في المواقف، إلا أن جولات المحادثات المتعددة لم تؤد لإنهاء الخلافات العميقة خاصة في ظل وجود دول لا تزال ترى أن الأسد هو الحل لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
ويرى دبلوماسيون أن روسيا عبرت في مسألة الأسد عن مرونة أكثر من إيران. وينبع التشدد الإيراني من أنها دعمت الأسد منذ بداية الثورة السورية ووفرت له المساعدة المالية والعسكرية واللوجيستية وعمقت من تدخلها في الأزمة خلال الأشهر الماضية وسقط عدد من كبار جنرالاتها في المعارك ضد المعارضة السورية. وعليه، فالتخلي عن الأسد سيؤدي إلى فقدانها التأثير.
ونقلت “رويترز” عن الدبلوماسي الغربي قوله إن “إيران لم تصل بعد إلى هذه النقطة”. وقال مسؤول آخر إن المفتاح للحل هو كيفية دفع كل من روسيا وإيران للتخلي عن الأسد. وأضاف: “يجب أن يتخليا عنه، ولكن دفعهما للتنسيق معا لن يكون سهلا”. وكشف مسؤول غربي بارز أن روسيا لديها قائمة بأسماء من سيحلون محل الرئيس السوري ولكنه لم يقدم تفاصيل حول هذا الموضوع. ولا يعرف إن كان لدى إيران نفس القائمة أم لا. وتظل “عقدة الأسد” من أهم القضايا التي تعوق التوصل لحل سياسي.
ولوحظ تغير في الموقف الأمريكي من مسألة الأسد، فقد اتفق وزير الخارجية كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف على تأجيل مسألة الأسد والتوافق على أرضية مشتركة.
وقد يكون التغير في الموقف الأمريكي أو الغموض وراء اتهام صحيفة “واشنطن بوست” إدارة باراك أوباما بالإذعان للموقف الروسي المتعلق بمصير بشار الأسد. وقالت إن روسيا التي تواصل طائراتها القصف اليومي للمعارضة المدعومة الغربية واستهداف المستشفيات والمخابز والمعابر الآمنة لا تزال تصر على بقاء الرئيس السوري “الغارق في الدم” في السلطة ولأمد غير معلوم، وهو الذي يريد استبعاد جماعات المعارضة من المفاوضات بزعمه أنها “إرهابية”. ولم يمنع هذا كيري الذي اجتمع مع الزعيم الروسي بوتين يوم الثلاثاء من القول إن أمريكا وروسيا “تتبنيان الرؤية نفسها”.
ولاحظت الصحيفة تراجعا في خطاب البيت الأبيض في سياسته السورية خاصة اعتقادها أن الأسد ليس مؤهلا لقيادة سوريا في المستقبل، ولكنها تتفق مع بوتين على ضرورة تقرير المستقبل للسوريين أنفسهم. وهو ما سيقودنا إلى طريق مسدود في ظل إصرار الأسد على عدم التحاور مع المعارضة السورية التي يعتبرها إرهابية.
وترى الصحيفة أن تراجع الإدارة عن “تغيير النظام” يبعث رسالة إلى بوتين وحلفائه الإيرانيين حول بقاء بنية السلطة في دمشق، والتي مكَنت الروس من قاعدة عسكرية في طرطوس، وأتاحت للإيرانيين استخدام سوريا ممرا لأسلحتهم التي يرسلونها إلى حزب الله في لبنان.