الحدث - يدوعوت
الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، نشر تحليلا كتبه محلل الشؤون العسكرية “رون بن يشاي”، حمل عنوان “التوقيت والبنية التحتية بالجولان: لماذا تم اغتيال القنطار؟”، جاء فيه أن “اغتيال إسرائيل لعميد الأسرى اللبنانيين لا ينبع من ماضيه، ولكنه خطوة تستبق أفعاله المستقبلية ضدها”.
ويزعم المحلل الإسرائيلي، أنه منذ إطلاق سراح “القنطار” عام 2008 من السجون الإسرائيلية، فشلت جميع محاولاته لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، ولكنه نجح في تدمير العلاقات بين إسرائيل وبين الطائفة الدرزية في سوريا ولبنان، ما تسبب في قتله، داعيا جيش الاحتلال الاستعداد لانتقامٍ محتمل من حزب الله.
واعتبر “بن يشاي” أن حسابا طويلا لإسرائيل مع القنطار، وأن ما يجعله مختلفا عن باقي الشخصيات المماثلة كونه درزيا، مضيفا أن “الدروز في سوريا ولبنان متأثرين بأشقائهم في إسرائيل، لم يحملوا قدرا كبيرا من العداء أو الكراهية لإسرائيل، على خلاف غالبية الطوائف الإسلامية الشيعية والسنية، في المنطقة، لكن القنطار كان حالة استثنائية وعمل على تدمير تلك العلاقة”، على حد قوله.
وتابع أن ردود الفعل الإسرائيلية لا تنفي أو تؤكد كون مقتله جاء عبر مقاتلات أطلقت صواريخ جو – أرض استهدفت بناية سكنية في مدينة “جرمانا” بريف دمشق، لكن كون غالبية التقارير منقولة عن وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري أو عن شبكة المنار التابعة لحزب الله، تجعل من تحديد طريقة اغتياله أمرا غامضا حتى الآن.
وتقول مصادر إسرائيلية إنه منذ عام 2013 بحثت قيادات “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني وقيادة حزب الله عن خيط، يمكنهم من العمل ضد الجيش الإسرائيلي وردعه، لإثنائه عن استهداف قوافل السلاح التي تمر من سوريا إلى لبنان.
ويعتمد هذا الخيط على امتلاك القدرة على إلحاق خسائر كبيرة بالجيش الإسرائيلي بحيث تفكر المؤسسة العسكرية مرتين قبل أن تقدم على استهداف تلك القوافل، ولكن في الوقت نفسه، الامتناع عن التصعيد العسكري.
ويعتقد محللون أن حزب الله وطهران وجدا هذا الخيط، وقررا تأسيس جبهة جديدة ضد إسرائيل بالجولان، فيما كان “القنطار” الذي تم إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية عام 2008 في صفقة تبادل كبرى، هو من تولى قيادة المقاومة في تلك المنطقة.
ونظرت إسرائيل إلى فتح جبهة ضدها من ناحية الجولان السوري على أنه ضربة لاستراتيجيتها القائمة على إنشاء منطقة آمنة هناك، من خلال دعم مليشيات موالية لها، ومدهم بالسلاح والمساعدات، وهي الاستراتيجية التي كان بعض المحللين أشاروا إليها بقولهم، إن “تعزيز بعض القوى المعتدلة بالجولان، يضمن خطا دفاعيا قويا أمام مواقع الجيش الإسرائيلي”، فيما كان ينظر البعض إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو أن تعزيز تلك القوى في المجمل، ومساعدتها على إسقاط نظام الأسد “يضمن لإسرائيل السلام والجولان معا”.
ووقع اختيار منظمة حزب الله على “القنطار” لقيادة مجموعات درزية مناهضة لإسرائيل، ولا سيما في قرية الحضر، لتحقيق الغرض المشار إليه، فيما تتهمه إسرائيل بالوقوف وراء خمس عمليات استهدفت مستوطنات الجولان المحتل.