الحدث- فاتن أبو سلطان
يحكى أن مجموعة من الأطفال تجمعت لتلعب أمام سكة قطار، في حين كان إحدى سكتيه معطلة والأخرى مفتوحة، تجمع الأطفال ليلعبوا أمام السكة المفتوحة عدا فتى وحيد اختار اللعب في السكة المعطلة، وعندما جاء القطار كان خياره الأسهل هو التضحية بالفتى الواحد مقابل المجموعة، بالرغم من كون هذا الفتى اختار طريق الصواب بقراره اللعب في المكان الآمن في حين استهتر باقي الأطفال بأمنهم وسلامتهم ومع ذلك تم مكافئتهم بالرغم من منافاتهم للمنطق، لكنها قوة الأغلبية.
هذه المحاكاة تحدث بشكل مستمر في عالم كرة القدم، تضارب الآراء والخلافات بين المدرب واللاعبين، وعادة مايكون الضحية هو المدرب، وهذا لا يعني أنه دائماً من يكون على صواب واللاعبين على خطأ، فهذا يعتمد على من قرر الجلوس أمام السكة المعطلة، ومن اختار الجلوس أمام السكة المفتوحة.
بالأمس تمثلت هذه القصة الشهيرة في واقعة إقالة مورينيو، المدرب الذي آمن بالمنطق وفعل الصواب بإختياراته، فوثق بمجموعة من اللاعبين، اجتهد ليرفع من شأنهم بتصريحاته ودعمه، تخلى عن كل من لم يجد له مكاناً بتشكيلته متيحاً لهم أبواب أخرى، مجدداً الثقة والإيمان بالمجموعة التي لديه وقدرتها على قيادة الفريق إلى القمة، فإذ بالغرور يتسلل إلى أنفس من تمسك بهم البرتغالي بعدما حولهم لأبطال، فظنوا أن القرار في النهاية يجب أن يعود إليهم، فهم النجوم والأغلبية. هم الموهبة التي تجلب الأموال والألقاب، لذلك حتى لو استهتروا وتخاذلوا يظل القرار الأسرع والأسلم هو الحفاظ عليهم وتغير مسار القطار؛ حتى لو أدى ذلك لتعريض حياة ركاب القطار للخطر باتخاذ الطريق المعطل، وحتى لو كان الضحية هو من اتخذ القرارات الصحيحة لكنه فعل ذلك منفرداً.
مورينيو المتسلح بتاريخ كبير يشفع له خطاياه عند محبيه سيرحل نحو محطة جديدة، وبلا شك سيواجه مفترق طرق جديد بخياراته الصعبة، فهل سيعيد اختياره بالإفتراق عن مجموعته والتمسك برأيه حتى لو ظل بطريقه وحيداً؟