الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"الحدث" تسير في أزقة غزة وتنقل مأساة أهلها

2014-08-27 01:54:34 PM
صورة ارشيفية
 
خاص الحدث- محاسن أصرف
 
كلما مررت بحيٍ من أحياء محافظات قطاع غزة الخمس تتكشف مأساة تُنبئ عن أحوال من عايشوها وذاقوا لوعتها، ما يُلفت الانتباه هناك.. إصرار المحتل الإسرائيلي على تدمير البنية التحية للاقتصاد الفلسطيني في كافة القطاعات الإنتاجية الصناعية والزراعية والإنشائية.
أولى خطواتنا كانت في أقصى الشرق من مدينة غزة، حيث منطقة المنطار الصناعية، هناك لا شيء كما كان، المصانع والمحال التجارية والأراضي الزراعية جميعها سويت بالأرض، وفي حديث الأرقام كل منشأة خسائرها يُحددها مالكها.
في سوق الجمعة بالمنطقة وجدنا "ميسرة حلس" صاحب محلات أبو الصادق لبيع مواد البناء وكافة مستلزماته، يقف على ركام محله يُقلب كفيه حسرة على ما أنفق، وبات بفعل القذائف والصواريخ الإسرائيلية في باطن الأرض، لقد جمع الرجل في محله كافة المواد الخام اللازمة للبناء وكافة أنواع البويات والعديد من الأدوات الصناعية وماكينات التنظيف للبلاط والإسمنت وغيرها، لكنه لم يتمكن من بيعها وجني ربحها وتسديد ثمنها.
يقول: "خسرت بضاعة بقيمة 40 ألف دولار تقريباً" وما يزيد ألم الرجل أنه سحب بعض البضائع بشيكات مؤجلة بقيمة 9 آلاف دولار لن يتمكن من سدادها في وقتها.
كلما تعمقنا في المنطقة كنا نجد شراسة التدمير، تعثرنا ببعض قطع الجرانيت والحجر القدسي، وأكوام من حديد ورمال كانت تتبع لمصنع "عوني حرارة"، لقد تجمع الرجل والعاملين معه وبعض من أشقائه على ركام المصنع، خسائره كانت هائلة قَدرها "حرارة" بـ مليون و250 ألف دولار، إضافًة إلى حرمان 32 عائلة من دخلهم، يقول: "كنا نُقدم المساعدات للفقراء والمحتاجين، الآن بتنا بحاجة لها"، مؤكداً أن 55 أسرة من عائلته تشردت ولم يعد لها مأوى للعيش بفعل العدوان على غزة.
وإلى اليمين تُقابلك مزرعة علاء البطنيجي للدواجن، أيضاً سُويت بالأرض ودُثر في باطنها دواجنها، وعلى مقربةٍ منها شركة رنيوالداستريال جروب لتنظيف الحديد بالرمل والدهان وغير بعيد منها شركة أبناء فوزي للمقاولات والتجارة لم يتبق منهما إلا بعض ألواح الزينكو ولوحة إرشادية من القُماش وُضعت حديثاً للدلالة على مكان الشركة التي جُرفت ودُثرت ببطن الأرض.