الحدث- وكالات
تعتبر مدينة فاراناسي الهندية من أقدم المدن في التاريخ، وهي لا تزال تعيش بعيداً عن التطور لأنها تُعتبر العاصمة الروحية للديانة الهندوسية منذ ألف عام.
لذلك كرّست فاراناسي نفسها لأن تكون "مدينة الموت". فالموت فيها يعتبر فناً يدعو للاحتفال، وتقليداً للعبور من جانب لآخر، لدرجة جعلت شوارعها تمتلئ بالأشخاص الذين يمارسون تقاليد متعلقة بالموت.
وسبب شهرة هذه المدينة بين أتباع الديانة الهندوسية كوجهة للموت، هو إيمانهم بأن إحراق جثثهم فيها سيحرر أرواحهم، وسيجعلها جزء من الروح الإلهية الخالدة في النعيم. وتبدأ رحلة تحرر الروح تلك على عتبات الدرج الذي يقود إلى نهر "غانغ" في طقس غنائي، حيث توجد المحارق التي تستعمل في الجنازات، ويتم حرق الجثة هناك أمام جموع من المشاهدين.
بالنسبة للمتدينين من أتباع الديانة الهندوسية، فالمدينة هي المكان الأمثل لمفارقة الحياة.
ورغم أن فاراناسي تعتبر "مدينة الموت" بامتياز، إلا أنها تبض بالحياة. فليس من الغريب رؤية مجموعة من المراهقين وهم يلتقطون صورة "سيلفي" أمام بقايا جثة تحترق، أو سماع نساء يغنين وهن يغسلن الملابس
على ضفه نهر "غانغ"، أو رؤية بعض الرجال وهم يحاولون دفع الأبقار بعيداً عن الطريق.