السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

انتهت حرب، وبدأت حرب بقلم: غريب عسقلاني

2014-08-27 08:37:58 PM
انتهت حرب، وبدأت حرب     
بقلم: غريب عسقلاني
صورة ارشيفية

 في عيون غزة.

الحدثانتهت الحرب، وبدأت حرب أخرى..

السؤال مفتوح كما الجراح التي خلفها القتال، والدم ساخن ينزف، لم تمتصه الأرض بعد..

هدأ القصف والقصف المضاد، لتطل علينا الأسئلة وقد تُركنا وحدنا في المعمعة، وبُح صوتنا لطول ما رددنا وما زلنا نردد..

يا وحدنا..

وحدنا هذه المرة، وكما كل مرة تؤكد أن الكل الوطني الفلسطيني الذي انتصر، وأن راية الوطن عند المحن تظلل الكتائب المقاتلة، وأن الجموع الحاضنة الصابرة، الصائمة على النزف والفقد والهدم والترويع والتجويع والتشريد.. هي أصل البقاء والنقاء وكل ما عدا ذلك نثار وزبد وهباء.

ماذا بعد الحرب؟ والهدنة مفتوحة على كل الاحتمالات؟

ما المطلوب؟ وكيف يكون الوصول إلى الأهداف القريبة والبعيدة؟

وما القضايا المؤجلة والقضايا العاجلة؟

وهل يوفر الظرف التمترس خلف مكاسب صغيرة حلولاً شافية؟

وهل الوحدة الوطنية بضاعة نستوردها حسب الطلب والمواصفات، والقدرة على البيع والشراء مثل السلع الصينية التي تغمر أسواق غزة، فيما الصين تلوح بالفيتو وتبيع الأسلحة لمن يريد في الإقليم، كما تصدر لعب الأطفال..؟

ألف هل تطل بعد الهدنة..

وألف سؤال.

لم يعد الأمر يقبل المراوغة وضجيج الكلام بعد أن صَم ضجيج القصف الآذان لأكثر من شهر.. الأسئلة تطل مثل نصال مسنونة..

كيف سيتم إعادة الحد الأدنى من الحياة لمواصلة الحياة؟

ومتى تعود الأسر المنكوبة إلى بيوت لم تعد على الخارطة!!

ومتى يعود التلاميذ إلى المدارس المشغولة بالسكان، والعمال إلى الورش والموظفين إلى العمل؟

ومتى تذوب طوابير الإغاثة والإعانة التي باتت وسيلة تسول لم يشهدها القطاع من قبل..

كيف ومتى ينتهي تميز الإعاشة حسب رغبات العائلة والقبيلة والعشيرة والفصيل؟

والأهم كيف الوصول إلى وحدة الخطاب..؟

الأمر بعد الحرب في غاية الصعوبة، ولكنه ليس مستحيلاً

إذا قام علية من يمتلكون العلم والخبرة، ويؤمنون بالوطن موئلاً وغاية والتزاماً نقياً مبرأ من الشهوات، ينطلقون من الممكن ويندفعون إلى الأمام.

في الحرب توحدت كتائب المقاتلين، وبعد الحرب يجب أن يتوحد القرار والأداء السياسي، ويتم ترويض الخطاب الإعلامي، وترشيد كل ما يضع العثرات أمام المفاوض، فالمفاوض يخوض حرباً كونية في مارثون المفاوضات، ولأن الأمر وإن بدا محصوراً في الجغرافيا الفلسطينية والعربية، فإن اللاعبين يعملون على توازن أجندات عربية إقليمية ودولية آجلة وعاجلة، والتربص بالرقم الفلسطيني بات سلوكاً مفضوحاً، بدءاً بالقوى المتصارعة على مصالحها في المنطقة، وانتهاءً بالموقف الأممي المشبوح على الفيتو اللعين، ولعل تمدد داعش الفلكي خير مثال على وحدة الأضداد عند توزيع المغانم.

فهل يدرك الذين يمتلكون قرار الحرب أن معارك ما بعد الحرب أصعب بكثير، وأن ضجيج الصمت على المكاره قد يكون مرحلياً أكثر وجعاً عند تقليب خيارات أحلاها مر..

وأن خيار الخيارات هو وحدة وطنية نقية وصادقة..

فهل هذا كثير على شعبنا؟؟  

هل هذا كثير؟؟